*تلقينا قبل أيامـ ، نبأ وفاة المرحوم الشيخ الفاضل، والعلم الزاهر، الشيخ ابو يوسف سلمان الشعار،
المعروف بالشيخ الراعي من السويداء، والملقب أيضا "ببركة الجبل"، عن عمر يقارب الثمانين عاما.
وقد شيع جثمانه الطاهر، أكثر من عشرين ألف مشيع، من شيوخ وشباب ونساء واطفال، وشخصيات
سياسية بارزة. وقد توافدت الجموع من كل حدب وصوب، خاصة شيوخنا الافاضل، ال عبد الله وال سليمان،
وعلى رأسهم فضيلة شيخنا الزاهد العابد، الشيخ ابو صالح محمد العنداري.
وقد أوقفت الجنازة المهيبه، كافة مظاهر الحياة على امتداد جبل الدروز، حيث سجي النعش في مقام عين الزمان (ع)،
ثم انطلقت الجنازة مشيا على الاقدام، الى ساحة الملعب البلدي في السويداء،
لتلقي الناس النظرة الاخيرة على جثمانه الطاهر، قبل أن يوارى الثرى .
لقد نشأ المرحوم منذ صغره، على التقوى والورع والتدقيق على لقمة الحلال ,
وقد كان شعاره تهذيب الاخلاق واستشعار الخلاق , وعلم ان من استأنس بالخالق استوحش من الخلائق،
ومن اراد ان يصل إلى الكل، فعليه بترك الكل، فاعتزل عن الناس، وسلك مسالك الزهاد العباد، وقضى حياته
متعففا طاهرا, واختار لنفسه صنعة الانبياء والمرسلين، فاخذ برعاية الغنم في البريه، مع العباده واكل الحلال.
ودام على ذالك دهرا, والموده بينه وبين مولاه متصله بالاخلاص والمحبه الى ان كشف الله، سبحانه بعض السر
الذي يحويه جوهر هذا الشيخ الفاضل, فظهرت له الكرامات، الى ان اضحى محجة يحجونها الناس للتبرك منه ومن دعائه المستجاب .
ويطيب لنا، ان نذكر من بعض كراماته، التي رواها لنا اخوان ومشايخ ثقات.
كان في أحد الأيام شيخنا الكريم، ينطر كرم عنب , فبعد ان انتهى من تلاوة فرضه قال اتكلنا على الله،
وأراد أن ينامـ فأحس بأن أحدا دخل الكرم، فهم بالنهوض، فعاد الى نفسه وقال: لقد قلنا اتكلنا على الله …
فعاد الى فراشه ونام , وعندما استيقظ صباحا، رأى رجلا واقفا في الكرم , فعندما رآه الرجل، اخذ يستنجد به ويقول :
" دخلك يا شيخ اطلقني وسامحني" فقال له الشيخ اخبرني ما هي قصتك , فقال له اتيت قاصدا سرقتكـ، وعندما هممت بالدخول اليك،
تمسمرت في مكانيــ، ولا اعرف ما الذي حل بي, واخذ يستسمح من الشيخ ,فسامحه شيخنا الكريمـ، بعد اخذ العهد عليه،
انه سيتوب عن هذه المعصيه. وقال له اذهب الان لسبيلك. فتحرك السارق من مكانه ورحل.
وروي ايضا انه بينما كان شيخنا الطاهر في رعايته، اذ اقبل عليه بدوي، وطلب منه ان يسقيه الماء، فاعتذر الشيخ لانه لم يكن معه ماء،
فبعد أن ألح عليه البدوي في الطلب قال له الشيخ الراعي اذهب الى تلك الصخره واقلبها تجد تحتها ماء باذنه تعالىـ لكن على شرط
ألا تخبر احدا فذهب البدوي وقلب الصخره فوجد ماء فابتهل من تلك الكرامه للشيخ وذهب الى القريه قائلا : " يا ويل الدروز يسرحوا الولي " .
كذالك روى الشيخ ابو عدنان ركان الاطرش الذي كان هو وشيخنا الراحل رفيقي الدرب، انه كان لدى الشيخ قريبه له، الا انها كانت مسيئه
له جدا وتعامله بقسوه وتنكل عليه. وفي يوم جنازتها رأى الشيخ ابو عدنان شيخنا الراعي يبكي بشده، فقال له " يا شيخ ليش عمتبكي عليها،
وهي كانت تنكد عليك وتعذبك " فقال له شيخنا الراعي " يا خي بو عدنان كان عنا نعمه عمتمحيلنا ذنوبنا واسا فقدناها "
كذالك روي انه في احد ايام البرد القارص كان شيخنا بالبريه واراد ان يشعل نارا ليتدفا بها لكنه لم يجد نفطه ليوقد بها فذهب واحضر بعض
حطب رقيق ووضعه على رماد وقال "ببركة سيدنا الشيخ ابو محمد صالح العنداري ان تشتعلي ايتها النار " فاشتعلت النار باذنه تعالى كرامة
للشيخين الجليلين , وهذه الكرامه رواها لنا احد الاخوان الثقات انه قد سمعها من شيخنا الراعي , وهذا يدل على منزلة شيخنا الرفيعه وطهر
نيته انه وصل الى اعلى الدرجات وهي انه يرى كانه وحده على وجه الارض يعبد ربه لا يلتفت الى مدح الناس او ذمهم .
وفي اخر حياته ابتلي شيخنا الطاهر بداء عضال تعجز اكابر الرجال عن تحمله الا انه صبر واحتمل ورضي بالقضاء، وبقي متبسما بوجهه البشوش
الذي عرفته الناس الى اخر يوم في حياته رحمات الله عليه واسكنه فسيح جناته
حنا ربع سلطان وعيال معروف ........................ السباع هلي يرعبنك زئيره
نهجم على العدوان ما نعرف الخوف .......... نضرب خيول الحرب ساعة نغيره
ونقطع بحد السيف ما بين الكتوف ................... يوم المعامع أضرمتله سعيره
نهجم ع ساحات المنايا كما الطوف ............. نمخر عباب الموت ما نهاب ديره
وأفعالنا بالكون نافت على النوف ...................... أطغت فعايلنا على كل ديره
نحمي دخيل البيت بشفار السيوف ................ لمن لمعها دروب الظلم تستنيره
من ساس أهلنا بالحمى نغيث ملهوف .................. كارٍ لنا داخل حمانا نجيره
وعراسنا يومن نهلل بالضيوف ....................... ومناسف تملا من الله خيره
ودلال قهوة هيلها يطوف ويطوف ............... دار الكرم ما ظن تشوف نظيره