وللجبل اقول :
لو ركعت الدهر بأسره اقبّل ترابك يا جبل لكان هذا قليل .... لو فرشت روحي زنبقا للشهادة في اوديتك و فوق شموخ تلالك لكان هذا قليل .... لو جعلت جسدي ترابا فوق ترابك مجبولٌ بالشهامة و العزّة و الكرامة لكان هذا ايضا قليل ، نعم يا ايها الجبل يا معقل الشرفاء المعروفيين ، يا منبت الشجعان ، يا ساحة الفرسان ، يا قاهر الاعداء على مرّ العصور من غابر الازمان ، يا موؤل الكرم ، يا منبع النخوة و الهمم ، يا رافعا مجد الدروز فوق القمم ، اليك اصبو بطرف عيني فأخجل ، اراك شامخا حرّا تلامس سماء الكون فتبتهل ، يلفحك عليل المساء فيزدهر بوقارك القمر ، في ظلال شموخ اشجارك يحلو للمجد السهر ، ايها الجبل نحبك و الحب يسري في عروقنا حتى المغيب ، حيث سنزرع فيك من جديد عطر و طيب ، ايها الجبل نشتاق ان تغمرنا حبيبات التراب ، نشتاق ان تُجبل بها دماؤنا كي تبقى صامدا من الكل مُهاب، و فيك مرابع الطهر في خلوة ناسكٍ حيث العباد ، ترتوي الصفاء نهلا فتشفي عليل الروح و الفؤاد ، ايها الجبل يا موطن الزعماء ، من رفعوا لك في سماء النصر راية و لواء ، ايها الجبل كلنا ركبٌ في قافلة الشهداء ، دفاعا عن كرامة بني معروف بشخص ابنائها ... زعمائها ... و مشايخها الاجلّاء ، خلقنا فيك احرارا زيّنت جبهاتنا بصمات العزّة و الإباء ، و فيك نموت احرار اوفياء اوفياء اوفياء
