وكالة سانا:
تحل الذكرى السابعة والثلاثون لحرب تشرين التحريرية التي شكلت تحولاً كبيراً في حياة أمتنا العربية ومنعطفا أساسيا في الصراع العربي الصهيوني.
وفي تصريحات لوكالة سانا أشار العميد المتقاعد نايف العاقل إلى الأبعاد الإستراتيجية لحرب تشرين التحريرية ومنها امتلاك القوات العربية زمام المبادرة وكسر وهم العدو الاسرائيلي الذي لا يقهر حيث حطم المقاتل العربي هذه الأسطورة الوهمية.
العاقل الذي اشترك في الحرب وكان من أول المقاتلين الواصلين إلى مرصد جبل الشيخ الذي يصل ارتفاعه إلى 2600 متر وتحريره ورفع العلم السوري فوقه قال: كان المرصد يشكل حصنا منيعا لقوات الاحتلال وبفضل تدريب المقاتلين المستمر وشجاعتهم وإيمانهم بالنصر وتوجيهات القائد الخالد حافظ الأسد استطعنا تحريره برقم قياسي لا يتجاوز النصف ساعة رغم تجهيزه هندسيا بأجهزة الكترونية حديثة للتشويش على الطيران والمدفعية ورصد أعمال قواتنا لإعاقة عملها.
وأضاف إن تحرير المرصد كان له أثر كبير على سير العمليات العسكرية حيث حاول العدو استرداده لكنه فشل.
وبين العاقل أن القوات السورية استعدت قبل فترة طويلة للحرب من خلال التدريب القتالي الليلي والنهاري ورفع اللياقة والاستخدام الأفضل للسلاح على أهداف مماثلة مشيرا إلى أهم الدروس المستفادة من الحرب والمتعلقة بالاستعداد القتالي والجاهزية بكل الأوقات ودحض مقولة العدو الذي لا يقهر بفضل شجاعة وإيمان المقاتل بتحرير الأرض وصنع المعجزات.
وأكد العميد العاقل أن حرب تشرين التحريرية كانت أول حرب يجري التنسيق فيها بين الدول العربية وتحقيق التضامن العربي وتوحيد كل الجهود لصد ومنع غطرسة العدو منوها بمشاركة الدول العربية بالحرب ووقوف عدد كبير من الدول الأجنبية إلى جانب سورية لأن الحرب كانت لصد العدوان واستعادة الحقوق.
وبين العميد المتقاعد الطيار عارف العيسمي أنه بعد قيام الحركة التصحيحية المباركة بقيادة القائد الخالد حافظ الأسد تم الاستعداد للحرب من خلال بناء القدرات العسكرية وتأهيل المقاتلين عقائديا وعمليا حسب كل اختصاص وتدريبهم على استخدام الآلة العسكرية الحديثة وقال إن التدريب كان متواصلا بهدف التصدي لغارات العدو الجوية ولطيرانه المعادي حيث امتلك المقاتلون مهارة استخدام السلاح والتعاون مع المقاتلين الآخرين بهدف تنفيذ المهام المطلوبة منهم.
وأكد العيسمي أن الحرب أثبتت قدرة المقاتل العربي السوري على استخدام السلاح المتطور وانه لا يوجد شيء مستحيل أمام إرادة الإنسان وذلك من خلال التصميم والإيمان بالحق وضرورة تحرير الأراضي العربية المحتلة كما أنها أسقطت خرافة أن الجيش الإسرائيلي لا يقهر حيث استطعنا قهر هذا العدو بكل عزة وكرامة وشجاعة مشيرا إلى مشاركة عدد من الدول العربية في الحرب وتحقيق درجات عالية من التضامن العربي وهو عامل مهم في تحقيق النصر.
بدوره وصف الكاتب اللبناني رغيد الصلح حرب تشرين التحريرية بأنها مهمة وهذا ما تؤكده الدراسات ولاسيما على صعيد العلاقات الدولية والنظام الدولي والمنطقة والتي شملت نتائجها جميع الصعد العسكرية والاقتصادية والجيوسياسية حيث كانت مفصلا مهما بتاريخ العالم الحديث.
وأوضح الصلح دور الحرب في تحقيق التضامن العربي وتحسين العلاقات العربية العربية من خلال التنسيق بين الدول العربية وحكوماتها التي كان يجمعها قاسم مشترك هو التصدي للاحتلال ورغبة لإخراج المحتل مشيرا إلى دور التنسيق والمقاطعة النفطية في الانتصار وإسقاط مبدأ استحالة التنسيق بين الدول العربية حيث أثبتت الحرب إمكانية تحقيق أعلى درجات التنسيق والتضامن العربي استجابة لنداء العروبة والتحرير.
وأكد الصلح أن الحرب أجبرت إسرائيل على التراجع عن فكرة التوسع الجغرافي وشكلت منعطفا مهما على صعيد الحد من القدرات الاسرائيلية وطاقاتها كما تركت بصماتها على النظام الدولي حيث بدأت الدول نتيجة الحرب وتطور الفكر التضامني العربي بتحليل نتائجها والتنسيق فيما بينها وذلك لمواجهة التحدي الناتج عن سيطرة الدول العربية على ثرواتها وطاقاتها وإثبات قدرتها على خوض الحرب وقيادتها.
من جهته قال الدكتور وليد عربيد أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية ان حرب تشرين المجيدة قادت الكرامة العربية نحو استراتيجية جديدة استطاعت من خلالها الدول العربية وفي مقدمتها سورية ان تكون حاجزا مانعا للمشاريع الغربية والصهيونية في المنطقة موضحا ان الحرب أسست للمقاومة العربية في فلسطين ولبنان والعراق.
وأضاف عربيد: يجب رؤية حرب تشرين من زاوية بعدها الاستراتيجي في موازين القوى الإقليمية والدولية حيث كانت سورية الرافعة الأساسية للعروبة في مواجهة الأطماع الصهيونية والمشاريع الغربية في المنطقة مؤكدا ان حرب تشرين انتصار لسورية وللأمة العربية جمعاء بقيادة القائد الخالد حافظ الأسد.
ولفت أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية إلى أهمية التضامن العربي في الدفاع عن القضايا العربية العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وقال: إن حرب تشرين أظهرت أن المحور الذي تقوده سورية هو محور الحق العربي ولاسيما ان التحالفات التي أقامتها سورية اليوم في ربط الزوايا الإقليمية من خلال تثبيت إستراتيجيتها مع إيران وبناء علاقات متينة وإستراتيجية مع تركيا تؤكد ان سورية نتيجة حرب تشرين وممارستها التاريخية في التعاطي مع القضايا الإقليمية والدولية أصبحت اليوم حجر الزاوية للعلاقات الإقليمية والدولية في منطقة الشرق الأوسط.
تقرير: تامر قرقوط
الريان
معشوقة الريان.. يطربها الحدا..
ويوم السلم حب و وفا فنجانها...
فنجانها حب و وفا ينضح..
بطيب ورودها....
ولمع السنابل مع بريق برودها..
وتفاحها يغار..من حلي عنقودها..
ويحكوا حكايا عن مضي الفرسان..