عرج بحوران وبالمتن والشوف لتعرف الفضل من ابناء معروف .
وحيهم ان تزر من حيهم حرما لهم حماة من الصيد الغطاريف .
تقر بالسيف او بالظيف اعينهم فالعيش فيهم لتسييف وتضييف .
هم صفوة العرب اذا حاطوا بعزلتهم انسابهم واحتموا في الريف والسيف .
فخالص الدم منهم لا يكدره ..دم غريب وتخليط لتحريف .
ولا امتزاج رقت به عروبتهم ولا اشتغال بمعشوق ومرشوف .
حفاظهم وتحاشيهم على انف قد حصنا شرفا جم التكاليف .
بقية العز صانتها مروءتهم فصرفوا امرهم بين التصاريف .
لهم نفوس واجسام منزهة عن الرذائل تهوى كل تشريف .
ان الشهامة تبدوا في ملامحهم وكل وجه كتاب غير مغلوف .
من فرط عفتهم يحلو لهم قشف فقوة النفس في دراعة الصوف .
قد اخجل الصوف من حمال اسلحة حرير سكران باللذات محفوف .
احيي من الحرة العذراء ناشئهم يغض بطرف من الفحشاء مطروف .
وينكر المزح والاخناء منطقه وكفه كلسان منه مكفوف .
تكاد عفته تنسيه لذته وليس يوما على التقوى بمشفوف .
فقلبه درة مكنونة طهرت اكرم بقلب عن الاهواء مظلوف
ما كان اعظم اخلاق بها شرفوا هل من شريف لديهم غير مشروف .
لم يحفظ العمة البيضاء غير فتى في ثوبه خلقا اخلاق غطريف .
عمائم زانت هامهم فبدت بيضاء كاعراضهم تزهو بتنشيف .
بيض العمائم اسراب الحمائم في كل احتشاد لتأمين وتخويف.
يا حبذا مشهد منها له وضح من إقحوان لنور الشمس مكشوف .
اومن ثلوج على هام الربى نصعت والصحو يلبد منا كل مندوف.
قناتهملم تلن يوما لغامزها وغضهم غير محصور ومقصوف.
وما جنى عندهم باغ سوى ثمر من الحديد او من الفولاذ مقطوف.
للحرب قد وجدوا فللموت لذتهم في نيل مجد على الابطال موقوف.
والارض يرجفها في صدق حملتهم سقوط صرح من الظلام منسوف .
وخيلهم قد حكاها السيل مندفعا في حزم جيش من الاعداء مجروف.
كم اعتلوها خفافا وهي عاريه ليصدموا الخيل تمشي في التخافيف.
هل الفروسيه إلا من فوارسهم حيث الجياد لتخفيف وتعطيف.
في كل حرب لهم ضرب فلا ظفر الا بنجدتهم من غير توقيف.
فالجيش من دولة عظمى اذا هجموا يعود بين اصطفاف غير مصفوف.
تلك المدافع في غاراتهم سكتت فحطمت بين مرموح ومسيوف.
شدوا عليها وصدوها مباسلة ولم يبالوا باقذاف ومقذوف.
أن المعارك في ثوراتهم شهدت بأس الصناديد في شر الاظاليف.
هبوا لنصرة الحق ثار وقد راموا اعانه مظلوم وملهوف.
إيان يدعى الى الجلى يتم لهم ريح الاسود المهاصير المخاطيف.
هم وحدهم حملوا الاعباء من وطن عانى المشقة من بغي وتخليف.
على الجميع لهم فضل بوقفتهم يستقبلون المنايا في التقاذيف.
لله والعرب في حوران ما فعلوا والضد يمنى بتطويق وتطويف.
لو كان ابناء سوريا باجمعهم منهم لما تعسوا في حكم تزييف.
إذن لنالوا بضرب السيف بغيتهم ولم يناموا على وعد وتسويف.
لا يستبد رجال الشام في صلف وليبدلوا بعد تعنيف بتلطيف.
من اهل لبنان او حوران كان لهم بعض الفلاح باحراب وتصنيف.
ارى الجحود والإجحاف من نفر مفرّق لقلوب بعد تأليف.
هل من يكذب هذا القول من لهج بالمكرمات وحب بالاطاريف.
الصدق يغني عن التحليف صاحبه وقائل الصدق يأبى كل تحليف.
قلبي يميل اليهم من شجيتهم وليس عنهم مدى عمري بمصروف.
أحب منهم مزايا كلها شرفا والحر يكرم حرا غير مأنوف.
وفيت عن امتي حق الالى كرموا ان الكريم لم يرض العلى موف.
هذي القصيدة في الانداب احسبها فريضه وتنائي غير مألوف.
ولم اخص بمدحي غيرهم انفا فكان مدحي لعرف لا لتعريف.
هذه القصيدة وجدتها بخط المرحوم ابي فاعجبتني وقررت ان اطلعكم عليها
علها تنال اعجابكم اخواني ابناء معروف .و