قال سامي ابو المنى رئيس العرفان الدرزي في لبنان :
قالوا: الدروزُ، فقال الشـرق: أجـوادُ وقـال لبنـانُ: إن الـقـوم أسـيـاد
وصفّـق الدهـر للأجـداد معتـرفـاً والأرض قالت: بنو معروف أوتـادُ..
كتابهـم ســورٌ، إيمانـهـم عِـبـرٌ توحيدهـم دررٌ، مـن كنـزه جـادوا
غاصوا إلى الدرّ في الأديان وارتفعوا،والغـوص فكـرٌ وإقـرارٌ وإنـشـاد
وقدّسـوا العقـل إيمانـاً وفلسـفـةً، فالعقل نورٌ، وعيـن العقـل مرصـاد
همُ الأجاويد في قـولٍ وفـي عمـلٍ،موحّدون، عن الإسـلام مـا حـادوا
الصدق عندهُمُ، كالرأس مـن جسـدٍ،نسغ الحياة، به والَـوا، بـه سـادوا
وللأمـانـة ميـثـاقٌٌ يُـلازمـهـم وللفضيـلـة والأخــلاق أعـيـاد
عاشوا الحقيقة والتوحيدَ مُـذ بزغـت شمسُ الوجود، وفـي الأدوار إعـداد
نورُ الرسـالات زرعٌ فـي نفوسهُـمُ،وهم له فـي مسـار الحـقّ حُصّـاد
للّه والمصطفـى الهـادي شهادتُهـم،والقدوةُ الصَّحبُ والأنصـار أجـداد
لسُنّـة الخيـر والقـرآن مرجعُهـم، وللأيمّـة هــم نـسـلٌ وأحـفـاد
سـرُّ العشيـرة ميثـاقٌ يُوحّـدُهـم،وضـرب وحدتهـم كفـرٌ وإلـحـاد
كأمّة النحل هـم، والزهـر مطلبُهـم، ما أضمروا الشرّ، يوماً، لا، ولا كادوا
يستلهمون الصفا، لكـن إذا ظُلمـوا، ألخيـل تُسـرج والخيّـال معضـاد
السيف يلمع في وجه العِـدى غضبـاً والأوفيـاء لهـم مــن قلبـهـم زادُ
صوت التسامح يَدوي فـي وداعتهـم لكـنّ حملانَهـم فـي الـرّوع آسـاد
هم أطيبُ الناس، إن حاكيتَهم كرَمـاً، فـلا خـداعٌ ولا خـبـثٌ وأحـقـاد
وأصعبُ الناس هم، إن مُسَّ جوهرُهم أو جـار مستكبـرٌ أو جُـنّ جــلاّد
الصبـر شيمتُهـم، والنـار تجعلُهـم أقوى وأنقـى، كـأنّ المـوتَ ميـلاد
مُسالمون، على الإخلاص قد جُبلـوا مُحاربون، على الإذعان ما اعتـادوا
كالجمـر إن يسكُنـوا، لكنّـه لهـبٌ، حـذارِ منهـم، فـإن الجمـرَ وقّـاد
لكـم تباهـت جبـالٌ فـي مواقفهـم وكم علت صهـوةَ التاريـخ أمجـاد:
مجدُ العدالـة يُنبـي عـن أصالتهـم للبـرّ جُنـدٌ، وفــي الإقــدام روّاد
مجـد الشجاعـة معقـودٌ لهـم أبـداً إلاّ مراقيه فـي الأيـام مـا ارتـادوا
ومجـد مسلكهـم يسمـو بحكمتـهـم سـرّاً وجهـراً، وبالعرفـان يـزداد
ومجـد عزّتهـم مــرآةُ عفّتـهـم: قــومٌ كــرامٌ وعـبّـاد وزهّــاد
إن يُخطئ البعضُ تقديراً، فواعجَبـاً،لا تحصـرُ المجـدَ أحجـامٌ وأعـداد
جذورُهم في تراب العُـرب ضاربـةٌ وأصلُهم راسخٌ، تزهـو بـه الضـاد
صاغوا العروبةَ من أرواحهم وطنـاً، من طيـن أشلائهـم بُنيانَـه شـادوا
في سوريا أنجـزوا استقـلالَ أمّتهـم و فـي فلسطيـنَ تـاريـخٌ وميـعـاد
وأرضُ لبنـانَ تستفتـي مواقفَـهـم، فـلا يُــراد العُـلـى إلاّ إذا رادوا
لبنـان موطنُهـم، لبنـان موئلُـهـم،هم أسّسوه وهم ضحَّوا وهـم قـادوا
لبنان وادٍ وسهـلٌ، ساحـلٌ، جبـلٌ،لبـنـان إرثٌ وتـاريـخٌ وأبـعــاد
مُذ صاغـه اللهُ رمـزاً فـي فرادتـه،عاشوه أهلاً، وما في الـدّار أضـداد
وثبّتـوا بالـدّم القانـي عروبـتَـه،وبالقلـوب عــن استقـلالـه ذادوا
ووحدةُ العيش عهـدُ الحـبّ بينهـمُ،لـن يُفسـدَ الحـبَّ أعـداءٌ وحُسـاد
لبنان قلـبُ الأب الغالـي، لسلطتـه آبُوا،ومن سطوة الأغراب قد عـادوا
لبنان منهـم، لهـم، للكـلّ، تجمعُهـم أُمومـةُ الأرز، هـم لــلأرز أولاد