نواف غزالي هو قاتل "أديب الشيشكلي" ( 1949م حتى فبراير 1954م) " انتقاما من ممارساته العسكرية ضد الموحدون في منطقة جبل العرب بعد ان تسلم الحكم عن طريق انقلاب عسكري أطاح بسامي الحناوي واتخذ الديكتاتورية نظاما له وأراد قتل كل من يعارضه الحكم فأحس بأن هناك سلاح يوضع في جبل العرب عن طريق الأردن وآخر عن طريق العراق للقيام بانقلاب ضده يشترك فيه حزب الشعب وبيت الأطرش بتنسيق مع الهاشميين، فقرر اعتقال رمز العروبة وسيف الاسلام والقائد العام للثورات السورية ضد الفرنسيين الا وهو عطوفة سلطان باشا الاطرش.
ولان سلطان الاطرش لم يعطي الشيشكلي تأييدا لحكمة الاستبدادي المتميّز بالديكتاتورية فقد اعلن حربه على جبل الدروز ودخل مدينة السويداء بالدبابات والمدفعية والطائرات صانعا بذلك ابشع المجازر تحت حصار عسكري ومانعا الصحافيين والصليب الاحمر من الدخول مما دفع دروز لبنان من التدخل وعلى رأسهم سماحة شيخ العقل انذاك الشيخ محمد ابو شقرا والمعلم كمال جنبلاط والامير مجيد ارسلان ووجهوا البرقيات لزعامة الدول العربية ولهيئة الامم واخيرا ارغموا الشيشكلي بمغادرة سوريا الى بيروت ثم الى البرازيل حيث اقام هناك في مزرعة, وبعد عشرة سنوات تمكن البطل نواف غزالي من قتله اخذا بثأر الموحدون الذين قتلهم هذا الطاغية ومنتقما منه لما كان يريد ان يفعله بسيد الاحرار وسيف العروفة سلطان باشا الاطرش.
ولد نواف غزالي عام 1927في قرية مَلح التي تبعد عن السويداء 42 كم وكان يعمل فلاحا ثم انتقل عام 1954ـ1955 إلى البرازيل وقطن في عاصمتها برازيليا وعمل فيها تاجرا.
كيف اغتال نواف غزالة الشيشكلي؟
يقول حسن سليمان غزالة أحد أقارب الفقيد في ذلك: " توجه نواف إلى المزرعة التي يقطن فيها أديب الشيشكلي و "قال له نواف: إذا صدر عفو رئاسي هل ستعود إلى سوريا، فأجابه الشيشكلي: طبعا، فقال له نواف: أهلي شهداء ولن تستطيع العودة وأنا حي " فأطلق عليه خمس رصاصات من مسدسه قائلا له: هذه الرصاصات من سلطان باشا الأطرش".
وهناك رواية شعبية يتناقلها أهالي تلك المنطقة تقول "أن أم نواف واخته قتلت في الحملة التي قام بها الشيشكلي على جبل العرب فاقسم نواف ان ينتقم ويقال بأن المقدم سليم حاطوم قام باعطائه الضوء الاخضر لذلك فقام بملاحقة الشيشكلي حتى الأرجنتين ودخل بيته مع ورشة نجارة وقتله أمام المرآة في غرفه نومه حيث كان واقف وقال له كلمته المشهوره في الجبل: " دير وجهك يا اديب نحن مش متعودين نقتل الناس بظهرها متل غيرنا" فلما ادار وجهه قال له انا نواف غزالي من سوريا من السويداء جئنت لانتقم لاهلي الذين قتلتهم ... وقتله"
بعد حادثة القتل
يقول قريب نواف ، حسن غزالي " أن نواف سلم نفسه للسلطات البرازيلية بعد 18 يوم بعد أن عرف أنهم يحتجزون أقاربه. وتبرع للدفاع عنه حوالي عشرين محام مضيفا أن المحكمة نفذت بحقه حكما لمدة 5سنوات". ولما سأل القاضي نواف غزالي: هل انت نادم على مافعلت ؟ فأجاب نواف : كلاّّّّ ياسيدي لست نادما ، فان مثل هذا المجرم لايستحق الحياة ووجوده عبىء ثقيل على كاهل البشرية والانسانية بأجمعها ولا يجب اعتباره انسانا مطلقا لأنه لا ينتمي الى طبيعة البشر ، وهو خارج كل مايمت للانسان والانسانية بصلة وتأكد ياحضرة القاضي انه لو قام عشرين مرة من الموت سأقتله ولن اكتفي بذلك بل سأشرب من دمائه ايضا ، سأشرب حتى ولو كانت دماؤه فاسدة وانه يستمد وجوده وحياته من الفساد ، فهو مجرم وسفاح وعميل واغتصب النساء وسفك دماء الأطفال وحلل ابادتهم ، كما ذلل الشعب العربي السوري وشوّّّّه صورة العرب امام العالم وفي قلب الوطن العربي حتى انه طعن العروبة في قلبها وهو يدّّّّّعي حمايتها والتكلم باسمها .
واثناء محاكمة نواف غزالي كان الرئيس الفرنسي الجنرال شارل ديغول يقوم بزيارة للبرازيل وهناك سئل عن رأيه بالعشيرة المعروفية فكان جوابه بمثابة شهادة دامغة خففت كثيرا من مدة الحكم على نواف ومن جملة ما قال ديغول: ان العشيرة المعروفية من اشرف العرب واكرمهم انها تحب الحق وتموت في سبيله لا تتعدى على احد ولا تنام على ضيم تحمي الضيف والدخيل بالدم وتبذل الغالي والرخيص فداء كرامته. حاربناها لكنها هزمتنا ولم يذل الجيش الفرنسي الا امام العشيرة المعروفية فقط ".
توفي نواف غزالي في 20/11/2005 عن عمر ناهز الثمانين عاما وأعيد جثمانه من البرازيل ليدفن في مسقط رأسه بعد ان ثأر لأهالي السويداء قبل أكثر من خمسين عاماً ووصل جثمانه إلى السويداء يوم الأربعاء في 30/11/2005 بعد أن شيعه إلى المطار كل من السفيرين السوري واللبناني والجاليتين هناك، وقد احتفل الآلاف من أبناء طائفة الموحدين الدروز بعودة "بطلهم" نواف غزالي من البرازيل بعد غياب أكثر من خمسين عاما حيث استقبلوا جثمانه استقبال الابطال . ودفن يوم السبت 3/12/2005 في مسقط رأسه في مَلح بعد أن زار جثمانه في طريقه من السويداء "شهداء الكفر" والنصب التذكاري لـسلطان باشا الأطرش وسط الأهازيج وبرفقة أكثر من 300 سيارة وحضور وفد رسمي ووفد من لبنان متمثلا بـ"وئام وهاب" وفيصل الداود" ووممثل عن الشيخ بهجت غيث والنائب طلال أرسلان وعائلة غزالي في لبنان" وقد شارك في الجنازة أكثر من 25 ألف شخص. وبذلك يعتبر الموحدون نواف غزالي بطلا من ابطال السويداء ورمزا للشهامة والشجاعة.
نواف "بطل" في السويداء
يعتبر الموحدون نواف غزالي بطلا من ابطال السويداء ورمزا للشهامة والشجاعة ويعتبره أهالي جبل العرب بطلا شعبيا بامتياز و يغنون له" في الأعراس والأفراح والمواقف الوطنية" لأنه ثار لهم ومما يقولون فيه ما يسمى في السويداء "الجوبيات".
يروي حسن غزالي أن نواف حصل على الجنسية البرازيلية بعد أن استطاع صرع بطل مكيسكي كان تحدى بطل البرازيل في المصارعة الحرة وغلبه، وبعد انتصار البطل المكيسكي نزل إلى ساحة العاصمة وتحدى الجميع بأنه لن يستطيع أحد صرعه فما كان من نواف غزالي إلا أن تصدى له وتم تعيين موعد للقاء بينهما. وفي هذا اللقاء صرع نواف خصم البرازيل في المصارعة الحرة تلك اللعبة التي كانت رائجة ولها شعبية كبيرة.
هكذا الموحدون كانوا وما زالوا على العهد والكرامة يابون الظلم والضيم ولا يسمحون لاحد مهما كانت عظمته وسلطانه من النيل منهم والاستخفاف برموزهم وهتك ثالوثهم المقدس : الارض والعرض والدين. ........... منقول
وقيل في رثائه شعراً:
وجاءَ بعدَهُ نوافٌ كبارقةٍ
يردُّ ضربةَ من خانوا ومن فصموا
عُـرى العروبةِ في غـدرٍ وفي صلفٍ
دكوا المدينةَ لا خافوا ولا رحموا
من قلبِ بيتـِـهِ من ريانَ من ملحٍ
هبَّ الغضنفرُ خلفَ البحر ِ يعتصم
ومن يمينـِـهِ تلكَ الطلقةُ انطلقتْ
للعارِ تمسحُ للأشرافِ تنتقمُ
والثأرُ يفخرُ إذْ نوافُ يأخـذُهُ
وآخذُ الثأرِ بعدَ الثأرِ يبتسمُ