راشيا هي لفظة سريانية " القمة " وسميت راشيا بهذا الاسم توافقا ً مع موقعها الجغرافي المنحدر فوق هضبة عالية. ودعيت براشيا الوادي نسبة إلى وادي التيم وتمييزا ً لها عن جارتها الجنوبية راشيا الفخار. ويحتمل ان يكون الاسم لفظة آرامية مركبة من مقطعين "راش - أيا" ويعني "رأس أيا"، وايا هو اله المطر والعواصف عند البابليين وللتسمية هذه علاقة اكيدة بتاريخ حرمون.
وقد سميت البلدة كذلك نسبة الى موقعها: تلة القمم أو تلة الوادي, ويمكن أن تعني بلدة الرؤساء أو المقدمين الزعماء.
تاريخياً توالت على راشيا عهود عدة: الروماني والصليبي والعربي والمملوكي, والتركي وعهد الأمراء الشهابيين. وفي راشيا آثار كثيرة تدل على الشعوب والعهود التي مرّت بالمنطقة ومنها النواويس الرومانية التي عثر عليها في حفريات في منطقة الفاقعة, كذلك الآثار الصليبية والشهابية الموجودة في قلعة البلدة الشهيرة.
تتميز البلدة بموقعها الإستراتيجي كنقطة وصل بين فلسطـين وبلاد الشام, فكانت محطة لقوافل التجار الآتية من فلسطـين والمتجهـة الى بلاد الشام, ونقطة مراقبة للحجاج المتوجهين الى القدس من الشام.
شهدت راشيا أحداثاً تاريخية متنوعة ووقفات صمود ضد المحتلين. ففي العام 1099 م دخلت الحملات الصليبية راشيا وبقيت فيها حتى العام 1172 م, حيث تمكن الشهابيون من طرد الصليبيين على أثر معركة دامية قتل فيها 3 آلاف صليبي وثلاثماية شهابي في موقعة ضهر الأحمر وفي العام 1837 كانت جيوش إبراهيم باشا تتمركز في قلعة راشيا, وحاولت فرض التجنيد الإجباري على سكان البلدة وتجريدهم من سلاحهم, فثار الأهالي وتمكنوا من دخول القلعة وطرد المصريين منها.
وفي العام 1925 وفي ظل الإنتداب الفرنسي للبنان وسوريا, وعند إنطلاق الثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش ضد الفرنسيين, قام ثوار بلدة راشيا والقرى المجاورة بمهاجمة قلعة راشيا حصن الجيش الفرنسي آنذاك, وتخطوا الأسوار عبر السلالم وتمكنوا من دخول الباحة بعد إستشهاد العديد منهم, ولكنهم انكفأوا بعد وصول التعزيزات الفرنسية العسكرية الى راشيا. ورداً على ذلك قام الجيش الفرنسي بحرق بيوت راشيا, فعانت من نكبة كبيرة وقتل العديد من أهاليها وشرّد القسم الأكبر باتجاه فلسطين.
وشهدت راشيا بعد هذه الفترة هجرة ونزوح العديد من أهلها الذين كان يبلغ عددهم آنذاك حوالى عشرين ألفاً.
في العام 1943 أثناء معركة تعديل الدستور اللبناني, ألقت المندوبية الفرنسية القبض على رئيس الجمهورية الشيخ بشاره الخوري, ورئيس مجلس الوزراء رياض الصلح والوزراء: كميل شمعون, وعادل عسيران وسليم تقلا والنائب عبد الحميد كرامي, وساقتهم في ليل 11 تشرين الثاني 1943 الى قلعة راشيا وذلك لسببين: الأول وهو وعورة الطرقات وصعوبة الوصول الى راشيا, أما الثاني فهو بعدها عن أنظار الإنكليز. غير أن فرنسا ما لبثت أن أخلت سبيلهم في صبيحة 22 تشرين الثاني 1943, وأعلن هذا اليوم عيداً لإستقلال لبنان, فارتبط اسم راشيا بمعركة الإستقلال وسميت قلعتها بقلعة أبطال الإستقلال.
• تشتهر راشيا الوادي بقلعتها التاريخية التي عرفت باسم "قلعة الاستقلال" ويعود بناء القلعة إلى القرن الحادي عشر.
• أبنية وآثار شهابية تعود إلى العام 1370م.
• سوق راشيا ألأثري ويقع وسط البلدة محاطا بقرابة 36 بناء قديما، وارضه مرصوصة بالحجارة بشكل هندسي متقن وطوله مئتين وخمسين مترا، ويعود تاريخه إلى القرن السابع عشر.
أقدم الكنائس في راشيا هي كنيسة القديس "مارموسى الحبشي" لطائفة السريان الكاثوليك، وتمتاز هذه الكنيسة بالفن المعماري الذي استخدم الطريقة القوطية اي حجارة العقد في بنائها حيث اتت على شكل سفينة، وهي نسخة طبق الأصل من حيث الشكل والمخطط عن كنيسة قلعة جندل التاريخية في سوريا. وتحتفظ الكنيسة بأيقونة شفيعها القديس مار موسى الحبشي النادرة الوجود، والتي يعود تاريخها إلى أكثر من خمسماية سنة.
كما وتشتهر راشيا بصناعاتها الحرفية القديمة وأبرزها صناعة الفضة, والتي تعود الى القرن السابع عشر إبان عهد الشهابيين الذين كانوا يعتمدون على حرفيي راشيا لتزيين نسائهم: حلي, أقراط, عقود, زنانير, قلادات وخواتم, بالإضافة الى أعنة الخيل وسنابكها. وكان الإنتاج يسوّق في جبل العرب. وقد نمت هذه الحرفة وازدهرت حتى وصل عدد المشاغل الى 30 مشغلاً. إلا أنها راحت في ما بعد تتراجع حتى لم يبق حتى أيامنا هذه سوى ثلاثة مشاغل يطالب الحرفيون بإحتضانها والحفاظ عليها كجزء مهم من التراث في راشيا.
وتشتهر راشيا أيضاً بدبس العنب حيث يبلغ عدد المعاصر فيها الأربع, وهي تستقبل كميات كبيرة من العنب من راشيا والقرى المجاورة إضافة الى قرى الشوف وقضاء حاصبيا, وذلك نظراً لجودة الإنتاج وتطور هذه المعاصر وعدم توفرها في القرى المجاورة.
أما صناعياً, فإن راشيا لا تنتج صناعات كبيرة إلا أن جودتها تجعلها صناعة متميزة وخاصة صناعة المدافئ ومقطورات الجرارات الزراعية وصناعة مناشير الحجر.
ويعود تاريخ صناعة المدافئ (أو الصوبيات) الى العام 1937, ثم تطورت وأصبحت آلية بحيث ينتج 12 محلاً في البلدة ما يقارب أربعة آلاف مدفأة سنوياً تتفاوت في النوع والحجم, ويتم تسويقها في مختلف أنحاء لبنان ولا سيما في الشمال
عائلات راشيا الوادي:يبـلغ عـدد سكـان بلـدة راشـيا حـوالى 8 آلاف شخص وهم من العائلات التالية: فايق, أبو ابراهيم, أيوب, أبو معروف, أبو سعد, أبو منصور, أبو سمرا, أبو عسلي, أبو حجيلي, بيطار, بركات, حداد, حلبي, دلال, داود, داغر, الراسي, زغيب, زخم, زاكي, زيدان, الزين, سعد, سيّور, سويد, سعيد, الشقرا, شاهين, شامـيه, صعب, الصيفي, الصالحاني, طلايع, العريان, عزقول, عـون, علـبي, فرحـات, قضماني, قرياقوس, لحّام, معلولي, مالك, مفرّج, مهنا, نمـر, الناجي, يارد
وهذه باقة من صور لراشيا نشالله تنال اعجابكم:راشيا في فصل الشتاءسوق راشيا الاثريابو اياد نفحة ابداع ونبراس المنتدى