منير ابو صعب مشرف القسم
منتدى ابن الجبل s : عدد المساهمات : 2011 نقاط : 2530 تاريخ التسجيل : 02/10/2010 العمر : 64 موقع : السويداء /الرحى العمل/الترفيه : مقيم في دولة الكويت المزاج : معتدل الابراج : الأبراج الصينية : >> الاوســـــــــمة << :
| موضوع: عذابات الملك ذي القروح الإثنين أغسطس 22, 2011 9:45 am | |
| عذابات الملك ذي القروح
امير الشعر الجاهلي اسمه الحقيقي حُندج بن حجر بن الحارث الكندي
يعود نسبه الى القحطانين ولد في نجد وعاش طفولته لدى أخواله بنو تغلب
اشتهر بلقب { امرؤ القيس } وقيل معناه ( رجل الشدة ) وقيل ايضاً
(القيس) اسم صنم كان يعبد في الجاهلية ، خاله كليب بن وائل الذي كانت
العرب تضرب به المثل في العزة والاباء ، وخاله الآخر ابو ليلى المهلهل
الذي خلده العرب في ملحمة { الزير سالم } وابوه حجر كان امير كندة
وعمته هند كانت زوجة المنذر ملك الحيرة وابنها الملك عمرو بن هند .
اذن هو من بيت عز وسيادة بين عرب الجاهلية فكان من الطبيعي أن
يعيش شبابه لاهياً ماجناً متغزلاً بالنساء ، تاركاً ما يمليه عليه الملك من
وقار ورصانة منضماً الى صعاليك القبائل قضى ايامه مابين الصيد واللهو
ويروى أن أباه ضاق به ذرعاً لأنه أحب عنيزة ابنة عمه شرحبيل ، وقيل
لأنه تشبب بجارية أبيه وهو مراهق فلطمه قائلاً :ألم أنهك عن أن تقول
شعراً ، وعن أن تذكرني في شعرك ؟ !
لكن شيئين لا يستطيع امرؤ القيس أن يحيا بدونهما : الشعر والنساء !
فهو يصف المرأة متذكراً و متأملاً وماجناً ، بعضهن تعالى عليه فاتخذ
منهن موقف العاشق المتذلل كفاطمة بنت العبيد بن تعلبة التي يدعوها ألا
تسرف في التدلل ، ومن صويحباته أيضاً هرُ جارية أبيه وعنيزة أبنة عمه
شرحبيل المشهورة في واقعة يوم جُلجُل حين ارتحل الحي وتخلف امرؤ
القيس بعد قومه فكمن في غيابة من الارض حتى مر به النساء ، فأذا
فتيات بين هن عنيزة ، فلما رأين الغدير قلن : لو نزلن في هذا الغدير
واغتسلن ، وبالفعل نحين العبيد ودخلن في الغدير ، ليأتي امرؤ القيس
ويجمع ثيابهن وهن في الماء وقعد عليها قائلاً : والله لا أعطي جارية
منكن ثوبها ولو ظلت في الغديرالى الليل ، حتى تخرج كما هي مجردة
فتكون هي التي تأخذ ثوبها ، وبعد تلكؤ خرجن واحدة تلو اخرى عدا
عنيزة التي ناشدته أن يضع لها ثوبها فقال : لا تمسيه حتى تخرجي عريانة
كما خرجن ، فخرت . وأقبلت الفتيات عليه يقلن له غدّنا فقد حبستنا
وجوعتنا ، فذبح ناقته وأشعل ناراً بمساعدة العبيد والخدم لطهيها وبعد
الشبع والغناء والشرب عُدن في طرب وكل واحدة تحمل شيئاً من متاعه
وزاده وبقيت عنيزة لم يحملها شيئاً فقال لها : يابنت الكرام ، ليس من لكِ
من بد أن تحمليني معكِ فأنا لا أطيق المشي ولم أتعوده ، فحملته على
بعيرها
وهكذا عاش حياته في مغامرات متصلة يقتحم منازل الحرائر وبائعات
الهوى سواء بسواء ، أو يتريث حتى ترسل اليهن احداهن فيحكي عنها
ولا يشي بأسمها أبداً . يعب من مباهج الحياة ولا يبالي بصراع أبيه أمير
كندة ، واستطاع أخيراً علباء الكاهلي من يقتل امير كندة
وعلى الرغم من ان امرؤ القيس لم يكن اكبر اخوته لكنه قرر الثأر لأبيه
تاركاً اللعب واللهو والنساء الى امد غير معلوم ربما كان لا يحب اباه لكنه
قطعاً يشعر بفخر الانتماء الى سراة كندة ، ومن العار حقاً ان يضيع دم
اميرها وابناءه احياء
خرج امرؤ القيس يطلب نصرة بكر وتغلب وحمير نصرة الاخوال
والاحلاف والاعوان ، قبيلة تنصر وقبيلة تخذل ... يطوف في اقاليم
وفيافي جزيرة العرب ، فارساً ضليلاً ، ما أن يذق طعم النصر حتى يلقى
الهزيمة وغدر الاصحاب وربما لهذا السبب أطلق عليه النبي صلى الله
عليه وسلم لقب { الملك الضليل } وهي رحلة تشبه الى حد بعيد رحلة
خاله الزير سالم أبي ليلى المهلهل طلباً للثأر من قتلة أخيه كليب والتي
بسببها اشتعلت حرب البسوس اربعين عاماً
واشار البعض على امرؤ القيس ان يطلب العون من امبرطور بيزنطة
فرحل اليه في وفد من اهله ومعاونيه بعد ان رهن الكثير من المتاع
والدروع لدى السموأل بن عادياء اليهودي
كان الامبرطور يطمح ان يتخذ من كندة شوكة في ظهر اعدائه من الفرس
واهل الحيرة لكنه كا شيخاً فانياً توفي في نفس العام يعاني من تضاؤل
اعداد جيشه فاكتفى بالوعد وتطيب الخاطر ، ويقال ان امرؤ القيس اعُجب
بأبنته وعشقها فأتى اليها وأتت اليه فساء القصر ذلك ، وارسل اليه في
طريق عودته حلة مسمومة ، تقطع لحمه بمجرد ان يلبسها ، فكانت سبب
وفاته الغامضة قرب انقرة ، ولذلك سُمي { ذي القروح }
ومازال قبره في انقرة حتى اليوم
انه اليوم غير الامس شاب منه الشعر قبل الاوان وتقوس الظهر في
رحلات ومعارك لم تفض الى شيء وتصرم من بين يديه المال والاعوان
المخلصون ، عائداً وحيداً فوق فرسه ليلقى حتفه وهو في الاربعينات من
العمر ورغم ظروف الموت الاسطورية الغامضة ، وما قيل انه ربما
اصيب بمرض الجدري ألا ان شعره العظيم جعله امير شعراء الجاهلية
وما خاضه من احداث جسام رغم قصر عمره جعل منه نموذجاً اسطورياً
للشاعر الفارس ، أليس هو القائل :
الى عرق الثرى وشجت عروقي
وهذا الموت يسلبني شبابي
وقد طوقت في الآفاق حتى
رضيت من الغنيمة بالايابِ
وقال ايضاً :
فلو أن أسعى لأدنى معيشة
كفاني ولم أطلب قليلٌ من المالِ
ولكنما أسعى لمجدٍ مُؤثلِ
وقد يدرك المجد المؤثل أمثالي
******************
من احدى الصحف الكويتية
| |
|
احسان زهوة المدير العام
منتدى ابن الجبل s : عدد المساهمات : 3595 نقاط : 4822 تاريخ التسجيل : 31/08/2010 العمر : 54 موقع : بقعاثا. الجولان العمل/الترفيه : مرشد طيور المزاج : هادء الابراج : الأبراج الصينية : >> الاوســـــــــمة << :
| موضوع: رد: عذابات الملك ذي القروح الإثنين أغسطس 22, 2011 11:12 am | |
| لغالي ابو رامي. جميل ما سطرت عن الشاعر امرؤ القيس وعن سيرة حياتة المعذبة. ورغم أهوائة ومغامراتة لا يزال التاريخ يذكرة مع أشعارة. دمت اخي ابو رامي مبدعا ومتميزا في كل ما يبوح بة قلمك المعطاء. مع احترامي والتقدير. حياك اللة | |
|
منير ابو صعب مشرف القسم
منتدى ابن الجبل s : عدد المساهمات : 2011 نقاط : 2530 تاريخ التسجيل : 02/10/2010 العمر : 64 موقع : السويداء /الرحى العمل/الترفيه : مقيم في دولة الكويت المزاج : معتدل الابراج : الأبراج الصينية : >> الاوســـــــــمة << :
| موضوع: رد على الاخ احسان زهوة الإثنين أغسطس 22, 2011 12:38 pm | |
| الغالي ابو عاهد دائماً تشرفني بأطلالتك البهية على صدر صفحاتي المتواضعة وتواصلك الدائم والتفاعل مع كل المواضيع المطروحة لهو اكبر دليل على حسك المعروفي الاصيل وعلى حرصك الدائم رفعة شأن منتدانا الغالي لك من القلب تحية ممزوجة بالاحترام والتقدير اخوكم | |
|