منتدى ابن الجبل s : عدد المساهمات : 3595 نقاط : 4822 تاريخ التسجيل : 31/08/2010 العمر : 52 موقع : بقعاثا. الجولان العمل/الترفيه : مرشد طيور المزاج : هادء الابراج : الأبراج الصينية : >> الاوســـــــــمة << :
موضوع: من كتاب أدب ألحياة للفيلسوف الكبير كمال جنبلاط الأربعاء أكتوبر 26, 2011 11:10 am
أدب الأكل
لجميع جوارح الإنسان مسالك في الأدب ، إذا تخطاها وجانبها وأهملها ، فإنها تعود عليه بالخسران في حياته الجسدية والمعنوية
وينعكس أثرها على أعصابه وعقله وفكره وأغشية جسده ومزاجه ودمه . وليس الأمر أنه يكون موضع انتقاد أرباب اللياقة والتأدب بل يعود بالضرر على نفسه .
ومن آداب الأكل ، غسل اليدين غسلا جيدا بالماء الطاهر قبل الجلوس إلى الخوان والانصراف إلى المأدبة ، فالنظافة الخارجية تعطي صاحبها شعورا بالنظافة الداخلية ، حيث أن الإنسان لا ينفصل داخله عن خارجه ، ولا ظاهره عن باطنه ، فهو كل لا يتجزأ ثم يعمد الآكل إلى غسل يديه وفمه بعد فراغه من المأدبة ، فيتطهر من جديد من روائح الأطعمة التي تكون قد علقت بيديه وبشفتيه وبفمه ، فلا يزعج الآخرين ولا يزعج نفسه بما تحمله من الروائح والسموم .
وقبل مباشرة الأكل ، يقتضي سلوك أدبه أن يقطع علائقه الفكرية بما يحوم حوله من هموم وأحزان ، وما علق بذهنه من معضلات أمسه ويومه ، وما ينتظره في غده ، فيكون صافي البال ، هادئ الجنان ، مرتاح الأعصاب ، فينعكس كل ذلك على أغشيته وأعضائه ، وأدوات الهضم والامتصاص ، والمعدة والأمعاء في عملهما الإفرازي والتحويلي والاستيعابي . فيرى الإنسان نفسه مرتاحا إلى ما يأكله ، ويطمئن بعد فراغه من المأدبة ، لأن عمل أجهزته يسير بانتظام كلي وفق وتيرة هذا التأليف المبدع ، وهذه الموسيقى التي تنسجم فيها جميع وظائف أعضاء الجسد ، ولا تتناقض فيما بينها ولا تضطرب ، ولا يعطل عمل بعضها ، لكي تتم في السلامة والصحة والنشاط ، عمليات الغذاء الدقيقة المعقدة .
وهذا هو قصد الصلاة ومعناه في إحدى مواجهاته قبل تناول الغذاء وبعده ، فيما عدا ما ينطوي عليه من واجب الشكر والعرفان والاعتراف بالمنة ، وبمشاركة المولى في عيشه وإبداعه ورزقه الذي لا ينضب ، من أن الصلاة ، قبل الأكل وبعده ، تسهم في جعل الفكر يطمئن ويهدأ ، وتصفي الذهن من مشاكل اليوم وغده ، وتوحد النفس في استقطاب نشاطاتها ، فينسجم الإنسان جسدا وروحا ، ولا يعود موزعا في أعماله وأفكاره ومشاعره .
أدب المجالسة والكلام
عندما تجلس مع قوم ، بعد الاستئذان والدخول ـ فليكن في جلوسك وفي زيك ، وفي كل ما يرتسم على وجهك ، أو يتحرك به جسدك شيء كثير من التواضع والاحتشام ، فلا يقدر الإنسان في النهاية إلا على ما فيه من تواضع وحشمة تمازجها وتبطنها الصلابة والمحبة والقوة . فالمجالسة والكلام شراكة وعقد بينك وبين الآخر ، أي في النهاية بينك وبين نفسك ، فكما أنك لست أبدا ، في أي حال من أحوالك ، وحيدا مع ذاتك ، إنما عليك فيها جميعا شاهد ورقيب ، كذلك فإن الآخر الذي تجالسه وتكلمه وتحدثه إنما هو نفسك الأخرى ، أو بالحري نفسك ذاتها ، وهو عليك رقيب وشاهد باسم مولاك ، أو باسم الإنسانية التي يمثلها هذا الشخص الآخر .
فالمجالسة والمحادثة تمثل وتجل لمعاني الإنسانية فيما بينك وبين جليسك . فكما تحب أن تفيد من حديث الآخرين فيجب أن يفيد الآخرون من مجالستك وحديثك ، أي مما يتجلى في هذا الحديث وما يتشخص في هذه المجالسة من معاني لطفك وأنسك ومحبتك ، ومن عدلك ، وكلها من مجال الإنسانية التي ترتفع إليها ويرتفع إليها الآخر ، ضيفك وجليسك ، عندما تريدان حقا أن يفهم أحدكما الآخر فلا يكون حديثك ثرثرة أو قالة أو اغتيابا ،أو سردا لبعض التوافه التي ليس لها علاقة بجوهر ما تبتغيه من الزيارة أو قصد الإشارة .
الأدب نظام الحياة
مفهوم الأدب هو احترام النفس واحترام الآخرين . ومن لا يحترم نفسه ويعتبر قيمها فكيف يصح له أن يتوجه إلى الآخرين بالاعتبار والاحترام ؟
إننا نكتب هذه الخواطر لأننا نلحظ أكثر فأكثر – ويا للأسف موجة من التحرر المزعوم من قواعد اللياقة والآداب التقليدية ، والأخلاق السليمة السالفة ، تجتاح لبنان وتحاول تهديم أفضل مافينا . ومن لا يستوي له تهذيب خارجه فكيف يستقيم له تهذيب داخله ؟ ومن لا يحترم الآخرين فكيف يتوفر له أن يتوجه إلى ذاته بالثقة والاحترام ، وهي بداية مرقاة التحضر الحقيقي في
الإنسان ؟
ولا معنى للحضارة إلا التهذيب لأفكار النفس وشواعرها ولحركات الجسم واعتمالات الجوارح . فالحضارة ليست في اقتناء السيارة ، ولا في السكنى في بيت رفيه ، ولا في احتساء المآكل الشهية ، ولا في الانتقال بالباخرة أو بالطائرة من مكان إلى مكان ، ولا في اقتناء المفروش الباذخ ، ولا في تزيين الوجه ، وثراء الملبس . والحضارة ليست بشكل خاص باعتماد هذه الحركات العصبية ، وهذا الانفلات في التكلم وفي التطلع وفي الجلوس رجلا فوق رجل ، واعتماد أساليب في مواجهة الناس ، والاستكبار عليهم ، وسواها من هذه الطبائع للمدنية الغربية المادية التي آلت إليها هذه المدنية في الغرب في بعض مسالكها ، والتي يتنكر لها ويتأفف منها رجال الغرب أنفسهم ، والتي ليست هي لا من آداب الغرب ولا من تقاليده ولا من روحه . من كتاب أدب ألحياة للمرحوم ألاديب كمال جنبلاط
منير ابو صعب مشرف القسم
منتدى ابن الجبل s : عدد المساهمات : 2011 نقاط : 2530 تاريخ التسجيل : 02/10/2010 العمر : 62 موقع : السويداء /الرحى العمل/الترفيه : مقيم في دولة الكويت المزاج : معتدل الابراج : الأبراج الصينية : >> الاوســـــــــمة << :
موضوع: رد الأربعاء أكتوبر 26, 2011 11:33 am
الغالي ابو عاهد
اختيارك للموضوع قمة الروعة
وما سردته من كتاب فيلسوفنا الكبير
المرحوم كمال جنبلاط قمة الفلسفة
الحياتية التي نتمنا ان نسير على خطاها
جميعاً
دمت مبدع اخي ابو عاهد
ودام عطاءك الكبير
مع تحياتي وحبي
اخوك
فؤاد الحلبي الادارة
منتدى ابن الجبل s : عدد المساهمات : 5152 نقاط : 6075 تاريخ التسجيل : 08/01/2011 العمر : 73 موقع : دالية الكرمل العمل/الترفيه : مصور محترف المزاج : هادى ورائق الابراج : الأبراج الصينية : >> الاوســـــــــمة << :
موضوع: رد: من كتاب أدب ألحياة للفيلسوف الكبير كمال جنبلاط الأربعاء أكتوبر 26, 2011 11:55 am
الذي لا ينضب ، من أن الصلاة ، قبل الأكل وبعده ، تسهم في جعل الفكر يطمئن ويهدأ ، وتصفي الذهن من
مشاكل اليوم وغده ، وتوحد النفس في استقطاب نشاطاتها ، فينسجم الإنسان جسدا وروحا ، ولا يعود موزعا في أعماله وأفكاره ومشاعره .
ابوعاهد دائم التالق
موضوع روعه وغايه في الكمال
سلمت يداك دائما تنتقي الاحسن والاجمل
والمفيد دمت بخير وعافيه .
:gfd: :hdhk:
احسان زهوة المدير العام
منتدى ابن الجبل s : عدد المساهمات : 3595 نقاط : 4822 تاريخ التسجيل : 31/08/2010 العمر : 52 موقع : بقعاثا. الجولان العمل/الترفيه : مرشد طيور المزاج : هادء الابراج : الأبراج الصينية : >> الاوســـــــــمة << :
موضوع: رد: من كتاب أدب ألحياة للفيلسوف الكبير كمال جنبلاط الأربعاء أكتوبر 26, 2011 1:28 pm
الاخ الغالي ابو رامي. غمرتني اخي الحبيب بحلاوة ردك وعذب كلامك. لك من القلب تحية وحب. دمت غاليا . :gfd: :jgd:
احسان زهوة المدير العام
منتدى ابن الجبل s : عدد المساهمات : 3595 نقاط : 4822 تاريخ التسجيل : 31/08/2010 العمر : 52 موقع : بقعاثا. الجولان العمل/الترفيه : مرشد طيور المزاج : هادء الابراج : الأبراج الصينية : >> الاوســـــــــمة << :
موضوع: رد: من كتاب أدب ألحياة للفيلسوف الكبير كمال جنبلاط الأربعاء أكتوبر 26, 2011 1:30 pm
الاخ الغالي ابو اياد. شرفني مرورك الكريم ايها المبدع. شكرا لك. مع تحياتي وحبي :gfd: :JKKK: :jgd:
انين الروح مشرفة
منتدى ابن الجبل s : عدد المساهمات : 648 نقاط : 1012 تاريخ التسجيل : 09/06/2011 العمر : 39 موقع : سوريا العمل/الترفيه : خبيرة قلوب المزاج : هوائي الابراج : الأبراج الصينية :
موضوع: رد: من كتاب أدب ألحياة للفيلسوف الكبير كمال جنبلاط الجمعة أكتوبر 28, 2011 2:25 am
الاخ ابو عاهد اعجبني هذا الذي نقلته لنا اذ لم اقرا هذا الكتاب قط
صدقا منهج للحياه فيه من الحكمة الكثير و من الانسانيه الشيء العظيم
كيف استطيع الحصول على الكتاب ؟؟ ممكن؟
احسان زهوة المدير العام
منتدى ابن الجبل s : عدد المساهمات : 3595 نقاط : 4822 تاريخ التسجيل : 31/08/2010 العمر : 52 موقع : بقعاثا. الجولان العمل/الترفيه : مرشد طيور المزاج : هادء الابراج : الأبراج الصينية : >> الاوســـــــــمة << :
موضوع: رد: من كتاب أدب ألحياة للفيلسوف الكبير كمال جنبلاط الجمعة أكتوبر 28, 2011 1:50 pm
ألاخت الكريمة والمتميزة انين الروح. أولا اشكرك على ألمرور ألكريم وأسعدني أهتمامك وسؤالك عن ألكتاب. أختي أنين بأمكانك أن تطلبي من صاحب ألمكتبة كتاب بأسم أدب ألحياة للفيلسوف والمفكر كمال جنبلاط. وأذا كان لا يملك هذا ألكتاب فيمكنة أن يسأل لك عنة ومؤلفات مفكرنا الكبير كمال جنبلاط موجودة في المكاتب مع تحياتي والشكر العميق. تشرفت بمرورك