المِنشار - قصّة الحكمة !
ترجمة حسيب شحادة
جامعة هلسنكي
عاش نجّار في قرية صغيرة، دائباً على كسب رزقه من أعمال نِجارة صغيرة هنا وهناك، ولكنّه كان معروفاً في القرية بأكملها بعمله الأنيق والمتقن. ذات يوم، فكّر في إمكانية العمل لدى مهندس مدني كان منخرطاً في تشييد عدّة منازلَ في القرية، وقال إنّه هكذا يستطيع كسب مبلغ أكبرَ من المال. هكذا تقدّم النجّار للمهندس طالباً وظيفة فقُبل والأجر كان جيّدا حقّا.
اصطحب المهندس النجّارَ إلى موقع البناء و قال له هيّا ابدأ بصنع أبواب ونوافذَ للبيت الذي يبنوه. كان المنزل ضخماً وتتطلّب الكثيرَ من النوافذ والأبواب. عزم النجّار على بذل قُصارى جهده، وفي يوم عمله الأوّل، أنجز عملاً رائعاً فتمكّن من صنع اثنتي عشرة نافذة بمنشاره. كان المهندس سعيداً جداً وقال للنجار “تهانينا، استمرّ في هذا الإنجاز البارع”!
هذه الكلمات حثّت النجار على العمل بجدٍّ ونشاط أكثرَ في اليوم التالي. لكن لدهشته، وعلى الرغم من انه عمِل جاهداً إلا أنّه تمكّن من صنع ثماني نوافذَ فقط. في اليوم الثالث بذل مجهودا أكبر، إلا أنه استطاع صُنعَ ستّ نوافذ فقط. وهكذا يوما بعد يوم تناقص عدد النوافذ والأبواب التي كان يجهزها.
“لا بدّ أن قوّتي في هبوط”، فكّر النجّار في نفسه وذهب إلى المهندس وقال له: "أنا آسفٌ حقا، نجاعتي في العمل تتناقص يوما بعد يوم ولا أفهم ماذا أصابني”.
سأل المهندس النجّارَ، “متى بدّلتَ مِنشارَك للمرة الأخيرة ”؟
“بدلتُ المنشار؟ لم يكن لدي الوقت للذهاب وشراء منشار جديد. كنت مشغولا جدّا محاولاً صنع المزيد من النوافذ والأبواب كل هذا الوقت”.
دروس مستفادة:
إعمل بذكاء لا بمجهود كبير!
إذا كنت سعيدا عقليا فيمكنك إنجاز أي عمل جسدي، ولذلك لا تسمح للصدأ أن يتسلّل إلى عقلك فإنه سيؤثّر على كل عملك. وفّر وقتاً لتحديث وإنعاش عقلك.
حدِّث أدواتِك، قاعدة معرفتك والقيم الأخلاقية على الدوام.