قدِّر(ي، إلخ.) أصدقاءك - قصّة أخلاقية عظيمة
ترجمة حسيب شحادة
جامعة هلسنكي
ذات يوم قام صديقان حميمان، عامر وزاهر، برحلة على متن سفينة إلى مكان ناءٍ بصحبة مجموعة من الرجال . فجأة هبّت هناك في البحر عاصفة عاتية فدمّرت السفينة كلية. نجا من ذلك الحادث اثنان فقط، عامر و زاهر . تمكنّا من السباحة في عرض البحر الكبير حتى وصلا جزيرة صغيرة مهجورة، بدت كأنّها صحراء صغيرة بدون أية أشجار .
شعر الصديقان أن لا حول ولا قوة لهما وبما أنهما لم يهتديا إلى أي ملجأ آخر لاذا بالصلاة للباري القادر على كل شيء. على كل حال، بغية معرفة صلاة أي منهما سيستجيب لها الله قررا تقسيم الأرض بينهما بحيث يقف الواحد في طرف والآخر في الطرف الآخر من الجزيرة.
بعد بضعة أيام شعر عامر بوطأة الوحدة عليه فصلّى من أجل الحصول على زوجة. في اليوم التالي طاف هناك حطام سفينة أخرى ولم ينج من الركّاب سوى امرأة سبحت فوصلت أرض عامر فتزوجها. في الجانب الآخر حيث زاهر، لا جديد تحت السماء .
في أعقاب الصلوات، تمكّن عامر من الحصول على منزل وملابس ومزيد من الغذاء له ولزوجته. في ذات يوم جميل فكّر عامر بالعودة إلى مدينته مع زوجته، فصلى لقدوم سفينة. ومثلما كان في السابق استجيبت صلواته ووصلت سفينة بالقرب منه. صعد عامر وزوجته على متن السفينة، وقرر عامر ترك زاهر في الجزيرة معتبراً إياه غير مستحق لتلقي بركات الله لأن صلواته ذهبت أدراج الرياح، لم تستجب.
بينما كانت السفينة على وشك المغادرة، سمع عامر صوتاً من فوقه؛ نظر إلى الأعلى فرأى طائرا عملاقاً محلّقا. قال الطائر: “لماذا تترك صديقك في الجزيرة؟ لماذا لا تأخذه معك؟ "
أجاب عامر “الله استجاب لصلواتي وزوّدني بها وحدي. لو شاء الله لاستجاب لصلوات زاهر أيضاً إلا أنه ليس جديراً ببركات الله”.
“إنك في خطأ فادح”، قال الطائر بغيظ وأضاف “في ذلك اليوم عندما كنت أحلّق فوق هذه الجزيرة، سمعتُه يصرخ يا ربي إني أسألك تلبية صلاة واحدة فقط”، وواصل الطائر قائل: “ كانت عنده صلاة واحدة لا غير، ولو لم تستجب تلك الصلاة لما حظيت بأية نعم من نعم الله التي تظن أنك مستحق لها”.
اشمأزّ عامر وسأل الطائر، “قل لي، ما الشيء الوحيد الذي صلى زاهر من أجله ويتوجب عليّ أن أكون مدينا له؟ "
ردّ الطائر “كان يصلي أن تستجاب جميع صلواتك. هذا كل ما كان يصلي من أجله”.
مغزى القصة
كم منّا يصلّي حقاً من أجل الآخرين ؟ تذكّر (ي، وا، ن) دائما، أن النِعم والبركات التي نحظى بها ليست مجرد ثمرة صلواتنا وحدها، بل نتيجة صلوات الآخرين لنا. قدّر (ي) أصدقائك. هم أحباؤك وراغبون في مصلحتك ولذلك لا تتركهم من وراءك. تذكرهم دائما في صلواتك !