مدخل إلى لغات الإشارة
ب. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي
أظهرت دراسة ּأعدّها ألبرت مهرابيان الأرمني (Albert Mehrabian، ١٩٣٩- )، اختصاصيّ في علم النفس في جامعة كاليفورنيا، أن ٧٪ فقط من التواصل بين المتكلم والسامع يكون عبر الألفاظ و٣٨٪ بنبرة الأصوات و٥٥٪ بلغة الجسد، أي بشكل غير شفهي (A. Mehrabian, Silent Messages. California: Wadsworth, Belmont, 1st ed. 1971; Silent Messages. A Wealth of Information about Nonverbal Communication (Body Language)… Los Angeles, CA, 2009; Allan & Barbara Pease, The Definitive Book of Body Language. London: Orion, 2004, p. 9). ويقدّر عدد الصمّ والبكم (deaf-mute) في العالم بحوالي سبعين مليونا. لغة الإشارة/الجسد كانت وسيلة التواصل البشري الأولى قبل تطور وظهور اللغات المنطوقة، فيما بين قبل مليونين وخمسمائة ألف عام.
نستعمل اليوم مصطلح ”لغة الإشارة“ أو ”لغة مؤشرة“ (שפת הסימנים, deutche Gebrädensprache, langue des signes française, sign language) للدلالة على لغة الصُمّ والبُكم غير الصوتية، أي استخدام أسلوب غير شفوي للتواصل مع الصمّ، أو فيما بينهم باستعمال اليدين بأصابعهما العشر، للدلالة على الحروف والأرقام وتعابير الجسم، ولا سيّما، الوجه والشفتين من أجل إظهار المشاعر. إذن لغات الإشارة هي لغات بشرية طبيعية بصرية وحركية، وكل إشارة بمثابة حركات مركّبة وسريعة لليدين، وفيها ينبغي ملاحظة شكل اليد، اتّجاه راحة الكف، ترتيب أصابع اليدين والإيقاع والحيّز المكاني. وفي وصف لغات الإشارة تُدعى حركة اليدين باسم السلوك اليدوي، وهناك بالإضافة إلى ذلك، أنماط سلوك أخرى مثل وضعية الرأس والجزء العلوي من الجسم، تعبير الوجه، والجهة التي ينظر إليها مستخدم لغة الإشارة . والجدير بالذكر أن أكثر الاتصالات التي يقوم بها المخّ تكون مع اليدين. من البديهي أن أية لغة تواصل، لا بدّ لها من الاعتماد على أربعة عناصر أساسية: المُرسِل أو المتكلم، المتقبّل أو المستمع، المضمون أو الرسالة ووسيلة نقل المحتوى. لغة الإشارة سهلة عادة، وهي همزة الوصل بين الأصمّ وأخيه الأصمّ من جهة، وبين الأصمّ وأخيه السويّ العادي الذي يتقن هذه اللغة من جهة ثانية. في بعض الحالات القليلة تستخدم لغة الإشارة أو لغة الجسد بين الأسوياء، وللإشارة ذاتها قد تكون معاني مختلفة بالنسبة للمتلقين. فعلى سبيل المثال، رفع الإبهام وطيّ الأصابع الأربع داخل راحة اليد معناهما في الغرب ”حسنا، براڤو“ وفي إيطاليا ”واحد“ وفي اليابان ”خمسة“ وفي اليونان ”إنه لك“. إزاء هذا ثمة إشارات عالمية كما هي الحال في اللغات المنطوقة، فمعنى رفع الكتفين قليلًا وفتح راحتي اليدين إلى الأمام والذراعان ممدودتان والحاجبان مرفوعان هو: لا أعرف، لا أفهم. مدّة الإشارة مهمّة فهي، على سبيل المثال، تفرّق في لغة الإشارة الفلسطينية بين الطحينة والعسل، وإذا استعرنا مصطلحًا لغويا من اللغات المنطوقة نقول إن تلك المدّة تكون فونيمية (phonemic) كما هي الحال بالنسبة لـ كَتَبَ وكاتَبَ. ويمكن التعبير عن التأكيد على أمر ما بالتكرار أو بإطالة وقت الإشارة أو بتعابير الوجه؛ وعن الظروف يتسنّى ذلك بواسطة وضع اليد الواحدة بشكل معين بالنسبة لليد الثانية. أنماط الجمل الرئيسية في لغة الإشارة الفلسطينية بشكل عام تكون: فعل، فاعل، مفعول؛ فاعل، فعل، مفعول؛ مفعول، فعل، فاعل؛ فعل، مفعول، فاعل؛ وبعد كل واحد من هذه العناصر أو قبله قد تأتي الصفات، الظروف، الزمن إلخ.
هناك لغات كثيرة منها العربية قد قرنت اللغةَ باللسان، إلا أن الأبحاث المعاصرة أثبتت وجود لغة الإشارة/الإشارات، لغة الفن، لغة الصمّ، لغة المكفوفين، لغة هنود أمريكا الشماليه، لغة تدريب ال؟ات كالكلاب والقردة. ومن المعروف أن استخدام الإشارات الجسمية قد رافق اللغة المنطوقة منذ نشوئها، وهناك معلومات عن وسيلة التواصل بالإشارة منذ القرن الرابع قبل الميلاد. المكفوفون بقراءتهم رموز لغة لويس بريل الفرنسي (١٨٠٩-١٨٥٢ ,Louis Braille) هم في الحقيقة يقرؤؤن لغة قومهم، أما الصُمّ فلا يتحدثون أو يشيرون إلى لغة أهلهم. ومن المعروف أن هناك الكثيرين من حَمَلة شهادة الدكتوراة في مواضيع مختلفة، وهم لا ينطقون ببنت شفة. يذكر أن الأصمّ أو المعاق سمعيًا يتمتّع بمستوى عالٍ من الذكاء، بعكس ما يظنّ عادة.
ربّما كان من المفيد الاستشهاد بما ذكره الجاحظ (ت. ٨٦٨م.) في ”ال؟“ وفي ”البيان والتبيين“ في هذا الصدد: ”الإشارة واللفظ شريكان ونعم العون هي له، ونعم الترجمان هي عنه“، ”وفي الإشارة في الطرف والحاجب وغير ذلك من الجوارح مرفق كبير ومعونة حاضرة في أمور يسترها بعض الناس من بعض ويخفونها من الجليس وغير الجليس، ولولا الإشارة لم يتفهم الناس معنى الخاص ولجهلوا هذا الباب البتة“ (هذا التأكيد منّي)؛ ”ومبلغ الإشارة أبعد من مبلغ الصوت فهذا أيضًا باب تتقدم فيه“. وبمثل هذه المعاني تكلم آخرون مثل ابن رشيق في عمدته والفخر الرازي والسيوطي في مزهره.
يُقدّر عدد لغات الإشارة في العالم بحوالي ثلاثمائة لغة، في حين أن عدد اللغات المنطوقة يبلغ قرابة السبعة آلاف لغة، وفي العالم العربي نجد أسماء هذه الدول التي لها نشاطات في هذا المضمار: مصر، الإمارات العربية المتحدة، العراق، الأردن، الكويت، لبنان، عُمان، فلسطين، قطر، اليمن، السعودية. هذه النشاطات ما زالت في حيّز التطوير إذ أن قطاعات الصمّ ، مثلها مثل ذوي الاحنياجات الخاصّة الآخرين، لا تزال مغلقة تقريبًا نتيجة عدم الوعي الكافي. لغة الإشارة هذه تختلف من قُطر إلى آخر، وقد تكون في نفس القطر أكثر من لغة إشارة واحدة، كما هي الحال مثلا في المدن التركية وفي المجتمع الإسرائيلي ذي الطوائف المتعددة كالإشكناز واليمنيين والمراكشيين إلخ.
يذكر أن الإشارات تكون في الغالب الأعمّ بمثابة كلمات. يعود تاريخ رصد هذه اللغة وبحثها وفق المعطيات المتوفّرة في العالم الغربي إلى كاهنين كاثوليكيين، الأول إسباني، خوان بابلو بونيت (Juan Pablo Bonet, c. 1573-1633) والآخر فرنسي تشارل-ميشيل دي ليبيه (Charles-Michel de Épée, 1712-1789)، الملقّب بأبي الصمّ، وقد نجح الأول في تعليم قراءة اللغة اللاتينية لشقيقين أصمّين مستعملًا قراءة الشفتين، وأعدّ الثاني قاموسًا صغيرا للغة الإشارة. ومن المساهمين الكبار في نشر هذه اللغة، لا بد من التنويه بالكاهن غالوديه (١٨٥١-١٧٨٧, Th. H. Gallaudet)، الذي أسّس في أمريكا عام ١٨١٧ مدرسة للصمّ تحمل اسمه وغدت منذ ١٨٦٤ جامعة خاصّة في واشنطن يشار إليها بالبنان في هذا المجال، فهي أول جامعة في العالم تقوم بتعليم الصمّ وعميدها أصمّ. ومن الجدير بالذكر أن لغة الإشارة قد اعترف بها رسميا في دول كثيرة منها أمريكا والبرازيل وإسبانيا وبريطانيا والنمسا، ولا وجود لدولة عربية أو مسلمة بين تلك الدول حتى الآن، وهذه اللغة هي اللغة الطبيعية الأم والرسمية للصمّ، كما ورد في قرارات مؤتمر طوكيو عام ١٩٩١ في هذا الشأن. وهناك معاجم للغات الإشارة في بعض الدول مثل أمريكا وبريطانيا وروسيا والصين وفرنسا وفنلندا واليابان. وفي فنلندا، على سبيل المثال، قرابة خمسة آلاف شخص أصمّ يجيدون لغة الإشارة الفنلندية، وهي لغويا أقرب ما تكون إلى لغة الإشارة السويدية، إذ منها انبثقت ثم انسلخت عنها في أواسط القرن التاسع عشر. وأصبحت هذه اللغة في عام ١٩٩٥ لغة رسمية، وهكذا أصبحت فنلندا الدولة الثالثة في العالم في هذا المجال. هناك معجم لما سمّي باللغة العالمية للإشارة (ISL = International Sign Language) إلا أنه فشل فشلا ذريعا، وهنا فشلت العولمة.
هناك لغة إشارة دولية تدعى لغة الجيستونو (Gestuno) انطلقت في العام ١٩٥١ في روما، وهذه اللفظة اشتقّت من اللفظتين gesture و oneness أي “توحّد/وحدة الإشارة/الإيماءة، والآن شاعت أكثر هذه التسمية: الإشارة الدولية (International Sign , IS)، أو لغة الإشارة الدولية (International Sign Language , ISL) وقد تمّ ّّتطويرها في سبعينات القرن الماضي، وتضم هذه اللغة قرابة ١٥٠٠ إشارة فقط ولم تتمتّع بقواعد متماسكة وموحّدة. قد تذكّر هذه اللغة القرّاءَ بلغة الإسبرنتو (Esperanto) المنطوقة والمصطنعة، التي أوجدها الطبيب أليعزر لودفيغ زامنهوف سنة ١٨٨٧.
لغات الإشارة، كا قيل، ترتكز على البصر والحركة. يمكن القول إن لغة الإشارة هي لغة طبيعية مستقلة ذات نظام قواعدي مستقل وتتطور بمرور الوقت كاللغات المنطوقة. حظيت لغات الإشارة بأبحاث في المدّة الأخيرة لأسباب عدّة، منها أن معظم تلك اللغات قد انبثقت في غضون القرنين المنصرمين، وقبل خمسين عاما تقريبا فقط اعترف بها اللغويون ورجال التربية بأنها لغات بكل معنى الكلمة، وشرعوا ببحثها ورصدوا وسجّلوا قرابة المليون إشارة وتلميح. وكان هناك من الباحثين مثل ألكسندر جراهام بل (١٨٤٧-١٩٢٢)، الذي يُنسب إليه اختراع جهاز الهاتف، والذي عارض استخدام لغة الإشارة ونادى بتبنّي قراءة لغة الشفتين وإصدار الأصوات. كما ونوّه بأن لغة الإشارة الأمريكية مستوردة من فرنسا. أضف إلى ذلك أنه نادى بتحريم الزواج بين أصمّين وشجّع الزواج المختلط بين أصم أو صماء مع سامعة أو سامع، بغية تقليل نسبة الصمّ في المجتمع بشكل كبير، وبهذه الطريقة ينخرط الصمّ في بناء المجتمع العامّ.
تُظهر الأبحاث اللغوية أن هناك شبها كبيرا بين اللغات المنطوقة ولغات الإشارة، ولكن هناك في الوقت ذاته اختلافات لا يُستهان بها بينهما. وكالعادة تُفسَّر هذه المعطيات بطرق متباينة في أوساط المختصين لغويا وتربويا ونفسيا. الكلمة في لغات الإشارة التي تمّ بحثها مكوّنة لا محالة من ثلاثة مكوّنات: شكل كفّ اليد، حركة كفّ اليد وتموضع كفّ اليد بالنسبة للجسم العلوي. أي تغيير في هذه المكوّنات يؤدي إلى اختلاف في المعنى. ومن الجدير بالذكر أن مراحل اكتساب لغة الإشارة شبيهة جدا بمراحل تعلم اللغة المنطوقة. إنّ التربة الطبيعية لتكوّن لغة الإشارة هي تواجد كبير للصمّ، كما هي الحال مثلًا في قبيلة آل السيد المذكورة لاحقا ولدى يهود الجزائر. تكوّن لغات إشارة بشكل عفوي يدلّ على أن المقدرة اللغوية غير مقتصرة بالضرورة على أعضاء النطق والسمع. هناك بعض الأمثلة النادرة حقا لتكوّن لغات إشارة في أوساط المتمتّعين بنعمة السمع، كما هي الحال في أستراليا، وذلك لوجود مناسبات اجتماعية أو أخرى كالحِداد والصيد والمرض، حيث الصمت يجب أن يكون سيّد الموقف. أشهر هذه اللغات هي لغة وورفيري النسائية حيث تمنع الأرامل من مزاولة الكلام طيلة أشهر وفي بعض الأحيان طيلة سنين.
يبدو أن مدارس الشمس الأهلية السعودية كانت أول مؤسسة خاصة لتعليم لغة الإشارة في برنامجها للطلاب العاديين، وهناك الجمعية القومية السودانية الطوعية لرعاية وتأهيل الصمّ التي أسسها الدكتور طه طلعت عام ١٩٦٩، وكان اسمها جمعية الأمل. ومع هذا فهناك ثلاثة وثلاثون مترجم لغة إشارة فقط في السعودية حيث يصل عدد الصمّ أكثر من سبعمائة ألف إنسان. وهناك أنباء في الصحافة تتحدّث عن سعودية تخترع قفازا ينقل لغة الإشارة إلى كلمات مكتوبة بالعربية والإنجليزية والفرنسية. وفي هذا السياق لا بدّ من ذكر لغة الإشارة الخاصّة بعشيرة آل السيد البدوية في قرية عرب السيّد أو ”القرين“ في النقب، التي يعود تاريخها إلى عام ١٨٠٠ بعد نزوح أهلها من مصر، ويقدّر عدد الصم في العشيرة بحوالي ٤٪ من مجموع السكان البالغ عددهم نحو أربعة آلاف نسمة، وهذه، على ما يظهر، أعلى نسبة في العالم. وللمقارنة نذكر أن نسبة الإعاقة السمعية في فلسطين تصل إلى ما بين ٠،٤ إلى ١.٤٪ تقريبًا، وذلك وفق ماهية تعريف الإعاقة. وفي البلاد عدة لغات إشارة خاصّة بالعرب إلا أن كثيرين من العرب في إسرائيل يتعلمون لغة الإشارة العبرية (שׂס’’י = لغة الإشارة الإسرائيلية) وهي مبنية على أسس لغة الإشارة الألمانية والتي طُبّقت أوّلا عام ١٩٣٢ في مدرسة للصمّ في القدس. ويبلغ عدد مترجمي/مترجمات لغة الإشارة في الوسط العربي في إسرائيل أقلّ من عشرة. وأذكر في هذا السياق أن نسبة الصمّ والبُكم لدى أقدم وأصغر طائفة في العالم، السامريين/السمرة هي ١٪ ، عددهم ٧٩٠ شخصا، نصفهم تقريبا في مدينة حولون والبقية على جبل جريزيم في نابلس. وهناك جمعية تطوعية للصمّ والبُكم في إسرائيل (אח’’א) تأسّست عام ١٩٤٤ ولها فرع في كل من حيفا ونتانيا وتل أبيب والقدس وپيتح تكڤا وأشدود وعسقلان وقريات جات وقلنسوة .
يذكر أن عدد الصمّ في البلاد يبلغ حوالي خمسة عشر آلف شخص، أما عدد ذوي الإعاقات السمعية على اختلاف درجاتها، ضعاف السمع أو ذوي العُسر السمعي، فيصل إلى زهاء السبعمائة ألف، إلا أن العارفين بلغة الإشارة هذه يصل إلى عشرين ألفًا. وللمقارنة بصورة عامّة نذكر أن عدد الصم في مصر يبلغ ثلاثة ملايين على الأقلّ. تشير الأبحاث إلى أن أول رصد لمجموعات سكانية عربية ويهودية من الصمّ في القدس وصفد يرجع إلى أواخر القرن التاسع عشر. وقد تواصلت هذه المجموعات فيما بينها، ولكن لا علم لنا بطبيعة رموزها. وهذه المعلومة تجعل المرء يفكّر في القول الكليشيهي: اللغة مِفتاح التواصل والتفاهم، التواصل قد يكون ممكنا أمّا التفاهم ففيه نظر ونظر، وما جرى ويجري في البلاد دليل دامغ على ما نقول. يبدو أن الإشارة أو الصوت الصادرين من طرف ما لا بدّ أن ينمّا عن قناعة واحترام حقيقيين إزاء الآخر الذي ينبغي أن يتمتع بنفس هذا الموقف والمكانة، علاقة نديّة.
كل أصمّ ّّ يجيد لغة إشارة معيّنة، يكون ثنائي اللغة تلقائيا لكي يندمج في المجتمع الذي يعيش فيه. وهناك بعض الناس العاديين الذين ينخرطون في دورات لاكتساب لغة الإشارة، وذلك للتعرف على عالم السكينة والصمت وما يتمخّض عنه من ثراء وجمال. هذه اللغة تفتح نافذة على عالَم الصمّ. يمتاز كل أصم في مجتمع معيّن بلغة وبثقافة خاصّتين به، وهو اجتماعيا ينتمي للأقلية. في الدول العربية لغات إشارة مختلفة، ففي مراكش، على سبيل المثال، يشار إلى الشخص اليهودي بوضع راحة اليد اليسرى على العين اليسرى للدلالة على موشيه ديان (١٩١٥–١٩٨١) الزعيم العسكري والسياسي المعروف، الممثل في الثقافة المغربية للشعب اليهودي. هناك لغة إشارة عربية واحدة بشأن الحروف الأبجدية والأرقام (أنظر مثلًا:
https://www.youtube.com/watch?v=87YSug9Sudw). ويذكر أن أوّل قاموس إشاري عربي كان قد صدر عام ٢٠٠١ وضمّ ١٥٠٠ إشارة فقط ولم يلق نجاحًا، ومن الواضح أن هناك قصورًا في إعداد مثل هذه القواميس في العالم العربي رغم وجودها في مصر والأردن وتونس وليبيا والإمارات العربية وفلسطين. وفي البلدان العربية واليابان وبعض أجزاء آسيا يوجد أكبر عدد للإشارات المحلية المختلفة.
في برامج بعض الجامعات في أمريكا وفي إسكندناڤيا مثلا مساق خاصّ لتعليم لغة الإشارة كمادة تخصّص رئيسية يستغرق ثلاث سنوات، وفي العالم العربي تنفرد تونس، وفق معلوماتنا، بهذا الشأن حتى الآن، في حين أن مؤسّسات جامعية أخرى تُدرج هذا المساق في برامجها مثل جامعة فلسطين بغزة. جمعيات الصمّ الفلسطينية ٍقائمة في بعض المدن مثل بيت لحم، الخليل، نابلس، قلقيلية؛ وهناك أكثر من عشر مدارس لتعليم لغة الصمّ وما زال عدد مترجمي لغة الإشارة في فلسطين قليلا جدا. ينفرد البنك الإسلامي الفلسطيني بفروعه الخمسة على مستوى العالم العربي برمّته بتوفيره إمكانية التعامل بلغة الإشارة مع الزبائن الصمّ والبُكم.
ثراء ثقافة الإنسان وجمالها يتجسّدان عبر وسائل كثيرة وكلّها بحاجة للبحث والدعم والتطوير.