إطلالة على Parousia/Adventus
مجيء /وصول/ظهور المسيح
حسيب شحادة
جامعة هلسنكي
هي الآحاد الأربعة (أو الستة لدى بعض الكاثوليك) السابقة لعيد الميلاد المجيد، وإشعال الشمعات الأربع ذات الدلالات المختلفة في الطوائف المسيحية؛ الأولى رمز لأشعياء وأنبياء آخرين تنبؤوا بمجيء المسيح؛ الثانية تمثل الكتاب المقدس؛ الثالثة تمثل مريم العذراء؛ الرابعة ترمز إلى يوحنا المعمدان. إنها فترة أربعينية الميلاد والصوم والصلاة والصدقة لدى الأقباط مثلا، وزمن الفرح والصلوات والانتظار والتأمّل في المغزى الحقيقي لميلاد المخلّص، تجنّب القشور والمادّيّات المتفاقمة ومحاولة لسبر تعاليم الرب الحقيقية والسير على هداها. اللون الأرجواني هو لون الكفّارة واللون الوردي يرمز إلى السعادة بمجيء المسيح، وتعود بداية هذا المفهوم إلى القرون الوسطى. يبدو أن بداية الاحتفال بالأدڤنت كانت عام ٣٨٠م في إسبانيا. وهناك من يشير إلى ’مجيئات‘ ثلاثة: ميلاد يسوع، دخوله قلب الإنسان وحياتَه، والمجيء الثاني إلى الأرض.
منذ القرن السادس للميلاد، قرن مسيحيو روما الأدڤنت بالمجيء الثاني للمسيح، ماران آثا، بالآرامية أي: ربنا آتٍ، وكانت هذه العبارة تُلقى تحيةً في العصر الرسولي وبها تُنهى الرسالات، كما فعل بولس الرسول في ١ كورنثوس ١٦: ٢٢.
ورد ذِكرُ مجيء يسوع المسيح/ابن الانسان، المعلّم لا المجرِّب من المشارق إلى الأرض ثانيةً في مواضعَ عدّة من الإنجيل المقدس: يوحنا ١٤: ١-٣؛ لوقا ٢١: ٥، ٢٦-٢٧؛ رؤيا ١: ٧؛ ١ تسالونيكي ٤: ١٦-١٧؛ متى ٢٤: ٢٥ -٢٧؛ مرقس ١٣.
يسوع المسيح وعد تلاميذه بعودته ثانيــة. ففي يوحنا ١٤: ١-٣ يقول الوحي:" لا تضطرب قلوبُكم. أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي. في بيت أبي منازلُ كثيرة. وإلا فإني كنت قد قلت لكم، أنا أمضي لأُعدَّ لكم مكانا. وإن مضيت وأعددتُ لكم مكانا آتي أيضا وآخذكم إليّ حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضا."
متى ٢٤: ٢٧: فكما أن البرقَ يومضُ من الشرق فيضيءُ في الغرب، هكذا يكون رجوعُ ابن الإنسان. الرؤيا ١٩: ١١-١٣: ثم رأيتُ السماءَ مفتوحةً، وإذا حصانٌ أبيضُ يُسمّى راكبُه الأمين الصادق الذي يقضي ويحارب بالعدل، عيناه كلهيب نار، وعلى رأسه أكاليلُ كثيرة، وقد كُتب على جبهته اسمٌ لا يعرفه أحدٌ إلا هو وكان يرتدي ثوبًا مُغمَّسًا بالدم، أما اسمُه فهو كلمة الله.
لدى الطوائف المسيحية المختلفة وِجْهات نظر متباينة بصدد طبيعة مجيء المسيح. لا ريبَ أنّ هذا المجيء سيكون حدثا جللا وسيفاجَىء العالمُ برمّته؛ في المجيء الأول عاش يسوع المسيح بتواضع وعانى الكثير وصُلب لخلاص كلّ البشر (أشعيا ٥٣)، أما في المجيء الثاني فسيأتي كملك منتصر ويُدين الأحياء والأموات (زكريا ١٢: ١٠، رؤيا ١: ٧).
من علامات هذا المجيء الثاني أو عاقبة الأيام:
❊ ازدياد الحروب والزلازل والمجاعات والضيقات
❊ تفشّي الآثام والظلم والفساد والاستبداد
❊ ظهور مُسحاء كذبة دجّالين وتهافت الناس حولهم، لأنهم ينادون بالرخاء والثراء
❊ اضطهاد فظيع للمؤمنين في شتّى أرجاء المعمور
❊ عيش العالم في تعاسة وكآبة وهلع
❊ التبشير بالإنجيل في كل بقاع العالم
السؤال المحيّر حقّا هو: متى سيكون هذا المجيء؟ ورد الجواب في متى ٢٤: ٣٦ : ’’وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا ملائكة السماوات إلا أبي وحده“. وبعد قيامته أجاب يسوع تلاميذه في أع ١: ٧ ”ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات التي جعلها الآب في سلطانه“.
مع هذا هناك من أدلى بدلوه في هذا المضمار، مثل وليم ميللر، صاحب بدعة الأدفنتست الذي ذكر أن النهاية ستكون في آذار ١٨٤٣م مستندا إلى ما ورد في سفر دانيال ٨ و٩، ثم في آذار ١٨٤٤، ثم تلاه تلميذه صمويل سنو ثم النبية المزعومة إيلين هوايت وذكرت السنوات ١٨٧٤، ١٩١٤، ١٩٨٤.
صفوة الموضوع هو اتّباع طريق الله ونشر إنجيل الخلاص، وأن ينصبّ الاهتمام الأكبر على الاستعداد الحقيقي الداخلي والمستمر لمجيء السيّد، الذي سيكون مفاجئا منظورا وسريعا، وسماع صوت بوق عال لا مثيل له، يأخذ البعضَ معه ويترك الآخرين، عش كما لو أن يسوع آتٍ اليوم، جاء في لوقا ١٢: ٤٠ ’’فكونوا أنتم مستعدين لأنّ ابن الإنسان سيعود في ساعة لا تتوقعونها“. المكافأة السماوية ستعكس كلّ ما فعله الإنسان على الأرض وستكون أعظمَ بكثير مما نتصور.
التمتع بالمحبة الصادقة للباري وللآخرين فضيلة عظمى. أوقات التجارب والمحن تُغربل المؤمنين الحقيقيين المسيحيين من الكذبة والمنافقين، وعلينا أن نعي بأن يسوع هو الألف والياء، الحاكم الأبدي، قد يؤخّر تلبية طلباتنا ولكنه لا يتجاهلها أو يُهملها، إنه يُمهل ولا يُهمل. الصلاة عمل قلبي روحي، إنها تأمّل في الذات وحديث مع الله والمواظبة عليها تنمي الشخصية والإيمان والرجاء. الإيمان قَبول بما لا ترى وجزاؤه أن ترى ما تؤمن به، إنه ينبوع الصلاة وهو هبة من الخالق وليس حقًّا للإنسان؛ الإيمان الذي ينقّي القلب هو الذي يعمل عن محبة ؛ والإيمان بغير الأعمال ميّت (يعقوب ٢: ١٤-٢٠) . إذا انتصر الإنسان على ذاته انهزم العالمُ أمامَه. ما كان الإنسان قادرًا على رؤية الخالق إلهًا بل إنسانًا، وصار الله إنسانًا ليصبح من يراه الإنسان ويؤمن به واحدًا. في عهد نوح أُدينت الأرض بالطوفان وفي المجيء الثاني فبالنار لتطهير السماء والأرض وتجديدهما (رؤيا ١٩: ٢٠؛ ٢٠: ١٠-١٥).
من الخير عدم معرفة موعد مجيء المسيح ابن الله الحي، الطريق والحق والحياة، وذلك ليكون المرء على أهبّة الاستعداد والترقّب، ساهرا يقظا على الدوام، إذ لا توبةَ في آخر لحظة، ولذلك ينتظر المسيح توبةَ المزيد والمزيد من البشر فهو صبور، غفور، طويل الأناة، فإذا كانت الخطايا كالقِرمِز فستبيّض كالثلج. توبوا إليّ فأتوب إليكم (زكريا ١: ٣ وانظر متى ٤: ١٧، لوقا ٣: ٧، ٩). السعادة ليست من هذا العالم، فارفع قلبك إلى العُلى فالحياة الصالحة عمل والسعيدة أجْر له. ”اسهروا إذن لأنكم لا تعلمون متى يأتي رب البيت؛ في المساء أم في نصف الليل أم عند صياح الديك أم في الصباح لئلا يأتي بغتةً فيجدكم نيامًا، وما أقوله للجميع ان اسهروا“ ( مرقس ١٣: ٣٥).
وكما قيل:
مع شعب الرب أقبلُ كل ذُل وتعب
فعارُ المسيح أفضل من خزائن الذهب
فلتمت كل المطامع فيكِ يا أرضَ الظلام
فأنا بالربّ قانع والسماء لي في الختام
”إجعل منّي، اللهمَّ، أداةً لسلامك، فأضع المحبّة حيث الحقد، والغُفران حيث الإساءة، والوفاق حيث الشِقاق، والحقيقة حيث الضلال، والإيمان حيث الشكّ، والرجاء حيث اليأس، والنور حيث الظلام، والفرح حيث الحزن. هبني، اللهم، أن أعطي التعزية أكثر من أن أسعى إليها، وأن أفهم أكثر من أن أكون مفهوما، وأن أحبَّ أكثر من أن أكون محبوبًا. فإّنما بالعطاء نستغني، وبنسيان الذات نجد، وبالغفران يُغفر لنا، وبالموت نقوم للحياة الأبدية“ (فرنسيس الأسيزي، ص. ٢٣٣). موت الجسد أمر محتوم أما موت النفس فاختياري وهو الخطيئة.
يا من تعمل كلَّ ما بوسعك لتُرجىءَ موتك قليلا، إعمل شيئًا لئلا تموت إلى الأبد. بلوغ هذا بمنأىً عن التواضع والمحبة هُراء وهذيان. الله محبة، ومن يَثبُت في المحبة يثبت في الله والله فيه (١ يوحنا ٤: ١٦). الله محبة، تعبير وجيز لفظًا وعظيم معنى، والمحبة أعظم من الإيمان والرجاء وهي لن تسقط أبدًا (١ كور ١٣: ٨، ١٣ وانظر ١ يوحنا ٤: ٢٠) . إنها تجعل نير المسيح خفيفًا عذبًا. ولكن ما أقلَّ طالبي يسوع حبًّا به! الإنسان عاجز عن الوصول إلى الله، لذلك صار الله إنسانًا ليجيء إلى الإنسان وليتمكن الإنسان من المجيء إليه بواسطة الإنسان، وهكذا غدا يسوع المسيح وسيطًا بين الله وبني البشر. كل الحائزين بملكوت السماوات سيكونون في النعيم بحضور الله، يعيشون بمجد سماوي وبسعادة أبدية، وكل منهم سيضيء بشكل مختلف عن الآخر وفق جدارته، متمتعًا بالنظر إلى النور الإلهي الساطع.
فيما يلي مجموعة من الأقوال والحِكم حول الموضوع للتأمّل:
❊ الله لا يخلق قُفلا بلا مِفتاحه ولا يوجد المشاكل بدون حلول
❊ لو خلقك الله لهذا العالم لخلقك بدون الموت
❊ كلّ من يركع أمام الله يستطيع أن يقف أمام أي إنسان
❊ الأطفال هم الدليل على أن الله لم ييأس بعد من الإنسانية
❊ بعض الناس يعاملون الله كأنه محام، يتوجهون إليه عندما يقعون في مشكلة فقط، صلّ في الوقت الجيد والوقت السيء
❊ الأرض هي منطلق البشر إلى السماء
❊ أحبَّ كما لو أنّ لا أحد سبق أن جرحك
❊ القلوب التي تغسلها الدموع لا يتراكم عليها الصدأ
❊ إنوِ الخير فإنك لا تزال بخير ما نويت الخير
❊ السعادة ليست في ما تملك، لكن الشقاء في ما لا تملك
❊ كل شخص مذنب بعدم فعل كل خير
❊ أي فضل لكم إن أحببتم الذين يحبونكم؟
❊ لك حرية الاختيار، ولكنك ستكون مسؤولا عن نتائج اختيارك
❊ اقض بعض الوقت وحيدا كل يوم
❊ محبّة المعرفة لا تفترق عن الإيمان
❊ الله يمنحك دائما فرصة أخرى، غدا
❊ السلام هو أن نقدر على النوم في قلب العاصفة
❊ الإيمان بلا أعمال ميّت
❊ يكفي من الإيمان مقدار حبة خردل
❊ طالب الجنة لا ينام
❊ حقًّا إن البِرَّ له ثمنٌ يدفعه الأبرار
❊ ملأى السنابل تنحني بتواضع والفارغات رؤوسهن شوامخ
❊ ما الحياة إلا استعداد للموت
❊ إن الله هو الحقيقة وهو الماهية ذات القوة المطلقة
❊ ما لم تتركوا العالم فلن تجدوا ملكوت الله
❊ الحياة بلا حبّ كشجرة بلا ثمر، شتاء بلا مطر
❊ العالم يعاني كثيرا، ليس بسبب ظلم الأشرار، لكن بسبب صمت الأخيار
❊ إن أحببتَ فستكون محبوبا
❊ كتبتُ على باب قلبي: الرجاء عدم الدخول. جاء الحب مبتسما وقال: آسف إني أمّي!
❊ الرجاء انتظار خير ما في المستفبل
❊ ويل لأعداء الله ويل والدوائر على الباغي تدور
❊ علينا أن نحب، ونكرم ونعبد ونخدم ونمدح ونحمد ونبارك ونعظم ونعلي العلي
❊ مجيئه قاسٍ على القساة وعذبٌ على الاتقياء
❊ المسيح جاء ليخدِمَ لا ليُخْدَم
❊ من يبحث عني سوف يجدني في الأطفال لأني أعلن ذاتي فيهم
❊ إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السماوات
❊ وكي تذلل مصاعبَ الحياة، حسّن علاقتك بربك
❊ جزاء التقوى حياة إلى الأبد
❊ لا يستطيع الضعيف أن يسامح أبداً، المسامحة سمة القوي
❊ ماذا ينفعُ الإنسان لو ربحَ العالمَ كلهُ وخسِرَ نفسَهُ
❊ الاعتذار الجيد يشمل: ١) إني آسف ٢) إنها غلطتي ٣) ماذا أستطيع أن أفعل للتصحيح؟ معظم الناس ينسون القسم الثالث
❊ كل من يبغض أخاه فهو قاتل (يوحنا ٣: ١٥)
❊ بدون الرجاء والإيمان والمحبة لا تشفى النفس، كان مرضها لتتمكن من مشاهدة الله، أي من إدراكه
❊ كُن مستعدًا لأنك لا تعلم الساعة التي يأتي فيها الربّ
❊ إذا تزعزع إيمان الإنسان بالله غدا صيدا سهلا لكلّ شرّ
❊ كما نُعرّض أحياناً قضيباً معوجّا للنار لنقوّمَ اعوجاجَه، يُعرّضنا الله لنيران الحزن والأسى ليقوّم نفوسَنا
❊ من علِم وعمِل وعلّم عُدّ في الملكوت الأعظم عظيما
❊ إن كان الله معنا فمَن علينا
❊ كم مريض سُمّر على سريره ولا خطيئة عليه؛ لو أن صحته جيدةٌ لكان استعملها لارتكاب الجرائم
❊ ما أشقى من يعلم كل شيء، ولا يعرفك أنت أيها الربّ الإله! وما أسعدَ من يعرفك وإن كان يجهل كلَّ شيء
❊ فلتعمل لخلاص ذاتك ولا تعتمد على الآخرين
❊ طوبى لمن فيه جوع وعطش للبرّ
❊ الطريق من الكوخ إلى السماء آمنُ وأقرب من الطريق من القصر إلى السماء
❊ تبتّل القلب هو خلو الإيمان من كلّ عيب
❊ بأوساط مشدودة وسرج موقدة ترقّبوا رجوع الرب من العرس
❊ متى كثر الاثمُ جفّت محبة الكثيرين
❊ إن قلت لأخيك يا أحمق استحققت نار جهنم
❊ غيّر قلبك يتغير عملُك، استأصل الشهوة واغرسِِ المحبةَ
❊ ابن آدم خطّاء وخير الخطّائين التوّابون
❊ طوبى للمساكين بالروح فإن لهم ملكوت السماوات
❊ الاعتراف بخطاياك بدايةُ برّك
❊ اعرف أنك لست شيئًا بذاتك، ولا تردّ إلى قواك، بل إلى نعمة الله، ما أنت فيه
❊ ملكوت الله ليس أكلا وشربا، إنما هو برّ وسلام وفرح بالروح القدس
❊ إن الرحمة والتواضع والاعتراف والمحبة والسلام، هي القرابين الأكثر قَبولا عند الله
❊ نار خطيئة التائب ستنطفىء تحت ماء رحمة الربّ
❊ النعمة ليست وليدةَ الاستحقاق بل الاستحقاق هو من النعمة
❊ طرق الله لا تُدرك
❊ من يصبر إلى المنتهى يخلص
❊ ملأى السنابل تنحني بتواضع والفارغات رؤوسهن شوامخ
❊ عُمق كلمة الله يروّض الذوق ولا ينفي العقل
❊ جسد الإنسان تابوته
❊ أجمل سطر: ولكن، أنا أحبّك، وأكثر السطور إيلاما: أحبّك، ولكن
❊ إياك أن تحكي مشاكلك للناس! ٢٠٪ منهم لن يكترثوا و٨٠٪ سيسعدون بذلك، لك ربُّك لا غير
❊ أسعدُ الناس أقلّهم إنشغالاً بالناس وأكثرهم قربًا من الله
❊ عندما يُغلق باب يُفتح آخرُ ولكننا مراراً ما ننظر طويلا وبأسف على الباب الموصد وهكذا لا نرى المفتوح
❊ مباركون هم القادرون على العطاء دون تذكّر ذلك، والآخذون دون نسيان ذلك
❊ ما لم تتركوا العالم فلن تجدوا ملكوت الله
مراجع:
خواطر فيلسوف في الحياة الروحية للقدّيس أغوسطينوس، نقلها إلى العربية الخوري يوحنا الحلو. بيروت: دار المشرق، الطبعة السادسة، ٢٠٠١، ٤٥٣ ص.
الأب جرجس المارديني، حياة القديس فرنسيس الأسيزي (١١٨٢-١٢٢٦)، سلسلة الشهود، ٨، ط. ٤، بيروت: المكتبة البولسية، ١٩٩٩، ٣٠٢ ص.