[url=http://www.uqu1.com/up/]
[/url
مرحوم الشيخ أبو محمد حسين عزام الحلبي
بقلم: الأستاذ يوسف زيدان حلبي
--------------------------------------------------------------------------------
في منتصف ليلة السبت 7\10\2006 حلقت الملائكة فوق الكرمل الأشم لتحمل بأكفها البيضاء الروح الطاهرة
التي حان استردادها لتصعد إلى باريها مستسلمة،راضية مرضية. روح المرحوم الشيخ أبو محمد حسين عزام
الحلبي بعد أن حلقت في سماء الحياة مدة ستة وتسعون عاماً قضتها في طاعة الله وعبادته والتقيّد بأوامره وأحكامه.
وُلد المرحوم سنة 1910 لعائلة عريقة الحسب والنسب والدين والدنيا عائلة آل الحلبي في دالية الكرمل. ولد لأبويْن
كريميْن من أهل الإيمان والتقى، كان والده المرحوم الشيخ أبو يوسف حسين عزام الحلبي مختار عائلة الحلبي وأحد
وجهاء دالية الكرمل القياديين البارزين والساهرين على مصالحها. وقد أنجب سبعة من الأبناء وهم المرحومون المشايخ :
أبو محرز يوسف، أبو نواف سليمان، أبو علي قفطان، أبو محمد حسين، أبو رفيق صالح، أبو أكرم توفيق وأبو عزام نجاح.
فهُم أصحاب المكانة والقيادة والشهرة في دالية الكرمل والمنطقة والطائفة المعروفية، المشهورين بالأصالة والجود والكرم
وعزة النفس والأخلاق الفاضلة، والجرأة والشجاعة والزعامة والذود عن الطائفة ودينها وشرفها.
في هذا الجو القيادي والريادي الزمني والديني نشأ المرحوم وترعرع في كنف والديه وبين إخوته حيث تغذى التربية السليمة
واعتناق القيم التوحيدية الشريفة والعادات الحسنة، ومنذ حداثته نذر نفسه لطاعة الله، طاعة لا لبس فيها، ناسياً نفسه ودنياه،
فقصد خلوات الرغب في يركا وختم كتاب الله، ثم عاد إلى أهله ليخدم الإخوان ويشاركهم حياتهم في السراء والضراء، وأثمرت له
طاعة الله، طهارة القلب ونقاء السريرة، وكان شديد التواضع، يلزم الصمت خوفا من الوقوع في الزّلاّت، يأمر بالمعروف وينهى عن
المنكرات، يبحث عن رزق الحلال، يأكل من كدّ يمينه وعرق جبينه مما يجنيه من محصول أرضه ومن نسخ كتب الحكمة الشريفة.
لم يتقاضَ معاشاً من التأمين الوطني خوفا من الشبهة.
واكب المرحوم الشيخ أبو محمد حسين مسيرة الطائفة منذ الانتداب البريطاني، فرافق المشايخ الأعيان في تجوالهم إلى القرى
الدرزية في الكرمل والجليل، وسوريا ولبنان، وكان رفيقا لفضيلة الشيخ أبو يوسف أمين طريف، الرئيس الروحي للطائفة،
وزار برفقته الأجاويد في لبنان وسوريا من مشايخ عقل وهيئات دينية وزمنية، والتقى المشايخ الأجلاّء: أبو حسين محمود فرج،
أبو يوسف سليم البيطار، أبو محمد جواد ولي الدين، أبو حسيب أسعد الصايغ، أبو حسن عارف حلاوي العالم العلاّمة،
أبو علي محمد عامر، عبد الغفار باشا الأطرش من سوريا وكذلك الشيخ حسين أحمد الهجري(شيخ عقل الطائفة الدرزية في سوريا)
كما زار الفيلسوف والمعلم الأكبر كمال بك جنبلاط في قصر آل جنبلاط في المختارة في لبنان، وكان حينها في مقتبل العمر يتعلم
الحقوق. كما زار العديد من أصحاب المنازل المرموقة دنيا ودين
رافق رجال الدين وخاصة العلماء منهم ليستنير بعلمهم ويخطو خطاهم فحفظ المعلوم عن ظهر قلب، وعمل على التقيّد بأوامر الله
والأحكام الشريفة المذكورة في الكتب والأديان، وامتاز بسعة اطّلاعه الديني، ونهل من شرح الأمير السيد (ق) ووعظ الشيخ الفاضل (ر)
وأصبح من المشايخ المشهورين في استيعاب العلوم الروحية.
كان وقوراً، مهيب الطلعة، حسن القوام، أنيق اللباس، دمث الأخلاق، لطيف المعشر، صادق اللسان، محافظا ومناصراً للإخوان،
طاهر الجنان، متحفظا في نطقه من الغيبة والزور والبهتان، يسهر الليل الطويل في ذكر الله، بخضوع وخشوع، ليتقبّل الله منه
وينال الغفران، سلك المسلك الدقيق لإيجاد الثقة وحسن الظن فيه من عموم الإخوان، كان مثالا أعلى في التواضع والإخلاص
وكرم النفس، لقد كان دأبه في الحياة الدنيا التحري عن الفضيلة والتوصل بها إلى حياة علوية سامية، بعيدا عن التكبّر وحب النفس والجاه،
لدرجة أنه رفض تولّي القضاء خوفا ألاّ يحكم بالعدل دائما وخوفا من الانشغال عن طاعة الخالق وعبادته.
حنا ربع سلطان وعيال معروف ........................ السباع هلي يرعبنك زئيره
نهجم على العدوان ما نعرف الخوف .......... نضرب خيول الحرب ساعة نغيره
ونقطع بحد السيف ما بين الكتوف ................... يوم المعامع أضرمتله سعيره
نهجم ع ساحات المنايا كما الطوف ............. نمخر عباب الموت ما نهاب ديره
وأفعالنا بالكون نافت على النوف ...................... أطغت فعايلنا على كل ديره
نحمي دخيل البيت بشفار السيوف ................ لمن لمعها دروب الظلم تستنيره
من ساس أهلنا بالحمى نغيث ملهوف .................. كارٍ لنا داخل حمانا نجيره
وعراسنا يومن نهلل بالضيوف ....................... ومناسف تملا من الله خيره
ودلال قهوة هيلها يطوف ويطوف ............... دار الكرم ما ظن تشوف نظيره