رياضة الفكر

(كي نتقدم خطوة للأمام نحتاج للحركة, ونحتاج للنظر في المسار الذي سنتحرك عليه )
أذهاننا كأجسامنا تحتاج لديناميكية تعمل على تنشيطها والرفع من مستوى المرونة في مايدخل إليها من أفكار وهذه الحركة تخرج بنا عن أطر تحاصرنا وتقيد من انطلاقنا
وتنتج إنسانا مستقلا مفكرا واعيا.
الرياضة هي الحركة التي تجعل الجسد يتحول من الصلابة والتكتلات إلى المرونة والخفة والانطلاق , حركات مختلفة متناغمة وروح متطلعة متوازنة وهو مايعبر عنه (الروح الرياضية ) في تقبل النتائج مهما كانت له أو عليه .

إذا قسنا على عقولنا فإن الانطواء بها عن معترك الحركة الفكرية , واعتزال الآراء المختلفة لايعطي تصورا واقعيا للحدث لذلك نجد السطحية في الفهم لكثير من القضايا الملحة هذه السطحية نوع من الجمود الفكري يقود صاحبها للتأثر بالعاطفة الجمعية دون شعور بالمسؤولية أو صواب التقدير , أيضا من يفقد نفسه حق التفكير ويسير مغيب الإرادة خلف أجندة تعمل على حصر التلقي ضمن منظومة فكرية محصورة بأسماء وقادة فلا يحصل تلاقح فكري بين الأفكار المختلفة ولا مقارنات تعتمد وتثير الأسئلة فمهما يكن من إنتاج إنسان لديه كم هائل من المعلومات والكتب والمرجعيات فإنه يفتقر لأقل مقومات الوعي الفكري .

أين موقعنا من التفكير الحر والإيجابي ونحن قبل القراءة ننظر لا سم الكاتب فيتحدد القبول أو الرفض, تبعا لذلك نفقد الموازنة العادلة لما يكتب نتيجة الذاكرة وماحشر فيها من تصورات نقيس معها القبول أو الرفض. بمعنى أوضح فإن التجرد عند القراءة مطلب عزيز جدا عند العقليات التابعة فقط وعند الأخرى المتأثرة بالعاطفة الهوائية والتي يقلبها الإعلام كيفما يريد .
لذلك نحتاج لرياضة الفكر والقراءة بأكثر من اتجاه , والتفكير واستثارة الذهن بالأسئلة المنطقية والرؤية بأكثر من زاوية .

ولن يتأتى ذلك إلا بالحركة الذهنية والفكرية نحو خط سير يعنى بالطريق وتوقع النهايات المدهشة للحركة بخفة وتقليب الصفحات بعيد عن الوصاية التي تلغي التفكير المنطقي وتأتي بالنهاية معلبة عليها ختم الجهة المنتجة وبعد دعاية أثارت الشهية لتقبل على التهام ما يزيد من حجم التكتلات .
وهذا مانجده نتيجة الإيمان لدى المتلقي وتعوده على تقبل النهايات والأحكام الجاهزة دون المقدمات التي تقود للنتائج , ودون تحليل وسؤال النفس بـ لماذا .
إن فقدان المجتمع للتفكير الحر يقودنا إلى مشكلات تتفاقم السبب فيها هو عدم التحرك بأفكارنا نحو البحث والوعي في التلقي , الجهل الآن لايقاس بعدم المعرفة بقدر مايقاس من أين نأتي بها وكيف نتلقاها ونتعامل معها , وفي الخوف من عرض مايدور في الذهن من أسئلة حتى أصبح كلام عين من الأعيان الفكرية السلطوية مسلمة غير قابلة للنقاش .
هذه الثقافة أدت بالكتاب إلى تطعيم مقالاتهم بأقوال لأسماء لها قبول في الرأي العام
كي يستجدي القارئ أن يتجرد من العوالق في ذهنه نحو المسمى.
كما لانحب أن يتجاهل الكاتب عقل القارئ ولا يستفزه للتفكير فيما يكتب ويصاغ عبر
الوسائل الإعلامية المختلفة .
إن الإنسان المستقل لايرضى أن يكون إمعة إذا أحسن القوم أحسن وإذا أساؤا أساء , إنما يملك القدرة على تحديد موقفه وتقبل الآخرين بمرونة تكفل له الثبات والتغير ضمن موازنة ومقارنة عادلة ,

ابو عاهد الغالي

-------------

موضوع شيق وشكرا على الاختيار

هنا اسئل

كيف يصل المجتمع الى مرحله اللا تفكير

هل الثقافه نعمه ام نقمه في زمن غابت

عنه الكلمه لتشترى وتباع

بوركت حفضك الله ورعاك
-------------------------------ارام
______________________________ :hdhk:

الغالي ارام.
مرورك وتفاعلك في الموضوع يسعدني وينم عن اهتمامك وثقافتك العالية والمميزة.
اخي الحبيب في كل زمان ومكان يوجد كتب وكتاب وتوجد اصالة وإن كثرت او قلت فالنور موجود .
والثقافة نعمة لا شك في ذلك والذين يبيعون الحروف والكلمات أقلية فاشلة تنطبق عليهم مقولة أنصاف المثقفين.
وأذا تسلل اليأس للاصحاب الفكر وأعطو المجال لقلة من عديمي الضمير عندها نقع في موقع لا نحسد علية.
شرفني مرورك اخي ودمت غاليا :gfd:

اخي الغالي ابو رامي.
دائما يهمني ويشرفني رأيك وتواجدك الراقي.
صدقت اخي تماما أعجبني وأقنعني ما ذكرتة


باتت هموم الحياة اليومية تسيطر على كل كياننا

ومع ذلك فهذا ليس مبرر لنا لنكون في حالة جمود

فكري

ولا اخفي عليك اخي الحبيب هنالك من يريدنا في جهل مطقع فقط نتابع المسلسلات التركية وغيرها من ادوات لتخدير الفكر والعقل .
اشكرك من القلب اخي لما اضفتة من اهمية للموضوع
دمت اخا غاليا
:gfd: :jgd: :JKKK:

ابو عاهد الحبيب

الشئ في الشئ يذكر ان زاد الفكر الخلاق في

مجتمع ما هو البيئه وان كانت هذه البيئه مهيئه

لتكون ارضيه للفكر وابداع الفكر تجد ان القله التي

ذكرت تتلاشى ومن هنا جائت معاناة الكثير من رواد

الفكر بشتى الاوجه ..... انا معك فيما قلت

ولكن ان كان هناك شئ من الحريه الفكريه يصبح

لكل مقام مقال ان المشكل تتجلى في القدره على

المناسب في المكان المناس .... اعذرني للاطاله

والخلاف في الراى لا يفسد للود قضيه

سلمت وشكرا لسعه صدرك
--------------------------ارام :hdhk:

الغالي ارام .
انا سعيد جدا بهذا الحوار الهادف وهو المطلوب .
اخي الغالي طبعا الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية
ونحن ابدا لم نصل الى نقطة خلاف في الرأي فأنا متفق معك وأنت محق ولكننا نسبك الافكار ونصوغها لتخدم افكارنا .
وفي النهاية افكارنا تصب في نقطة واحدة لا خلاف عليها.
افرحني تفاعلك البناء واتمنى من الجميع مشاركتنا
وأبداء الرأي كي نستفيد من افكارهم ونتحاور لما فية منفعة للجميع.

تشرفت ويسعدني دائما تواصلك الراقي
مع اعجابي وتقديري :gfd: :jgd: :gfd:

نعم ابو عاهد

نعم نتمنى ان تكون مثل هذه المواضيع محل اهتمام

ومشاركه من الجميع ولا ضير ان تدعو الاداره الكريمه

للاعلان عن ذلك في رئيسه المنتدى

دام الله عزك وعقلك وبارك الله لنا فيك ---------ارام

:hdhk: :JKKK:

حبيب القلب ارام
:gfd: :JKKK: